إن ما يحتاجه نضال الحراطين اليوم هو الاستئناف وإن أي انطلاقة من جديد تحتاج إلى عودة للخلف، مراجعة التجربة واكتشاف مكامن الخلل والمثالب التي تستوجب التصحيح ثم النظر إلى ما هو قابل للتكريس والبناء عليه وتعزيزه بما يضمن مزيد من الفاعلية.
تقرر أن تُعلَن الحكومة في وقت أبعد ما يكون عن أوقات العمل الرسمي ، لست أدري ماهو الطابع الاستعجالي في الموضوع خصوصا أنني قرأت مؤخرا للخبير الدستوري المرموق إدريس ولد حرمه ولد ببانه ما مفاده أن لا حدود زمنية في الدستور الموريتاني لتشكيل الحكومة .
إن الامل في التغيير نحو الأحسن الموجود الان لدى الطبقة العاملة و الشبابية خاصة، يتطلب الحفاظ عليه تحقيق نتائج ملموسة آنية (ولو صغيرة) وأخرى سريعة (ولو متوسطة) ثم كبيرة على المدى المنظور.
حين اجتث " Paul Bremer " كوادر حزب البعث الاشتراكي من دوائر السلطة في العراق بعد سقوط بغداد صارت سياساته مضرب المثل في الفشل وحين نكل أصحاب الرايات السود من بني العباس بكل ماهو أموي لم تستقر دولتهم إلا في عهد أبي جعفر المنصور بعدما اكتسب العاملون في الدواوين وحكام الأمصار خبرة في الحكم .
تسرنى في البداية تهنئة الشعب الموريتاني بكافة أطيافه على ما أبان عنه من نضج خلال تنظيم الانتخابات الرئاسية المنصرمة. وأخص بالذكر:
- فخامة رئيس الجمهورية على الثقة التي منحه إياها الشعب الموريتاني؛
- المرشحون و الناخبون على ما أبانوا عنه من روح المسؤولية و التسامح و الوعي والانضباط؛
لف الأصيل عباءته حول الكثبان الرملية شمال نواكشوط فتلونت بلون الذهب بينما احمَرّتْ وجنتا حفرة الجمر الصغيرة خجلا من قبلات الرياح ، وآن أوان شاي الذهبي .
ناولني صاحبي كأس شايه الأول مرفقا بسؤال عن الحكومة الجديدة !
لو ولد هذا الرجل بمناخ فكري نزيه وتم استفزاز عقله فقط لكنا أمام ملحمة فكرية شائخة ستستفيد منها أجيال قادمة ، ف ول أمين على علاته رجل علم ضليع وفكر مدثر وحجة فكرية مؤصلة ..
في تلك الساعة التي يستيقظ فيها النساك لقيام ليلهم ويصل فيها الفجار إلى ذروة مجونهم كانت شوارع وأزقة نواكشوط تحتفي بالوافد الجديد .
بالطبع لم يكن مطر العاصمة كمطر عيني محبوبة الشاعر الأموي الذي يزعم بعض الرواة أنه الخليفة يزيد بن معاوية تلك العينان اللتان قال عنهما شاعرهما :
وأمطرت لؤلؤًا من نرجس وسقت ::
في استحقاقات 29 يونيو 2024، ولغياب أي طعن فى صحة الاقتراع أو فرز الأصوات، لا قرارات للمجلس الدستوري بشأن النتائج سوى المداولة رقم: 004/2024/م. د/رئاسيات، ومع ذلك خالط هذه المداولة في نهجها في ترتيب تأسيساتها واعتباراتها بقدرما شاب قرارا ت المجلس: 012،011 و012، بتاريخ يونيو 2019 مجتمعة، إن لم تكن زادت عليها، كما يظهر فى: