رغم أنني لم أقرا المقال الأصلي المنسوب لرئيس حركة افلام العنصرية المتطرفة المدعو تيام صمبا
حول فلسطين والكيان العنصري الصهيوني، إلا أنني قرأت ترجمة أمينة لهذا المقال ووجدته يهدف فقط إلى إثارة الاهتمام به هو كشخص منسي، فضلا عن أن هذا المقال، الذي لا قيمة له من الناحية العلمية والأكاديمية، حافل بالحقد والعنصرية والكراهية لكل ما هو عربي وإسلامي وهو أمر ليس غريبا على شخص يرفض التعايش مع عرب مسلمين في وطنه الجمهورية الإسلامية الموريتانية، حيث سبق له أن قال إن الإسلام ليس عامل وحدة بين الموريتانيين وطالب في أكثر من مناسبة بانفصال بعض مناطق الجنوب عن بقية موريتانيا قبل أن يعود ليطالب بحكم ذاتي لتلك المناطق.
أود أن أقول لهذا تيام أن علماء الآثار الصهاينة عملوا على مدى عقود متواصلة للبحث عن أثر لمجدهم المزعوم في فلسطين وفي المسجد الأقصى فلم يجدوا إلا آثار العرب العاربة وبقية الشعوب التي مرت بفلسطين واستقرت بها وعلى رأسها شعب البلست العظيم.
ورغم أن مصادر تيام دائما هي ما يترجمه عن العبرية والعبرانيين بما في ذلك قوله إن الفلسطيني باللغة العبرية تعني "الغازي" أود أن أذكره ومن على شاكلته بأن العبرانيين تعني هي الأخرى أولئك الذين عبروا نهر الفرات باتجاه فلسطين,
كما أذكره بأن سالم اليبوسي، شيخ قبيلة اليبوسيين العرب وملك يبوس، هو من استقبل واستضاف ابراهيم عليه السلام في يبوس أي القدس أو إيليا حين قدم من العراق في رحلته عن قومه الكافرين رفقة زوجته سارة وبعض أفراد أسرته ومنهم ابن اخيه لوط عليه السلام ثم اتجه إلى مصر ومنها عاد إلى فلسطين متوجها إلى الجزيرة العربية ليترك زوجته الثانية هاجر وابنها اسماعيل في وادي مكة المكرمة التي بنى فيها بيتا لعبادة الواحد الأحد. وقد تزوج ابراهيم عليه السلام من هاجر بعد أن تقدمت زوجته الأولى سارة في العمر وهي الوافدة معه من العراق فطلبت منه الزواج من هاجر عسى أن ينجب ولدا وذلك قبل أن تلد هي ابنها النبي اسحق عليه السلام.
يجب أن تعلم، يا "تيام" ويعلم غيرك، أن "الاسم الرسمي للغة العبرية القديمة في ما يسمى بــ(إسرائيل) هو "العبرية السبئية" أو "العبرية الصنعانية- من صنعاء". وأن علماء الآثار وكتاب التاريخ القديم في ما يسمى بــ (إسرائيل) يعرفون هذه الحقيقة ولكنهم يتلاعبون بها. كما يجب ان تعلم أن "مصطلح كنعان- كنعاني هو "تلفيق" استشراقي لا علاقة له بالعلم، مثله مثل مصطلح "السامية" كما يقول الباحث الأكاديمي الكبير فاضل الربيعي.
"وكما حدث مع السكان الأصليين في أميركا، حدث الأمر ذاته مع الفلسطينيين، ابتداء من مطالع القرن قبل الماضي، وذلك مع اندفاع موجة استيطانية أخرى، حملت هذه المرة يهود أوروبا إلى فلسطين"
و"في هذا الوقت كان المستوطنون الأوروبيون الذين وصلوا قارة أميركا، يواصلون تنفيذ أكبر مذبحة بحق السكان الأصليين. وللتغطية على جريمة قتل نحو 80 مليون إنسان، والاستيلاء على أراضيهم وقراهم ومزارعهم، قام علماء الأنثروبولوجيا بصياغة نظرية مخادعة، تقول إن السكان الأصليين في أميركا هم "هنود حمر" أي أنه عرق غريب، دخل أرض حضارة المايا والأزتك. وكانت عمليات القتل والاستيلاء على الأرض تترافق مع عمليات تزوير التاريخ. وفي هذا النطاق جرى استبدال التاريخ الحقيقي لشعوب القارة الأميركية (حضارة المايا والأزتك) ووضعِ تاريخ مزور، يقول إن هؤلاء بدائيون و"هنود حمر".
و"كان أمراً مثيراً أن المستوطنين الأوروبيين استخدموا نصوصا من التوراة في وصف أنفسهم، مثل: "نحن العبرانيون الجدد" وهذه "أرض الميعاد"، وهي "أرض كنعان".
وكما حدث مع السكان الأصليين في أميركا، حدث الأمر ذاته مع الفلسطينيين، ابتداء من مطلع القرن قبل الماضي، وذلك مع اندفاع موجة استيطانية أخرى، حملت هذه المرة يهود أوروبا إلى فلسطين.
وفي هذا الوقت أيضاً، تمّ وبشكل ممُنهج فرض مصطلح "كنعاني/ كنعانيون" في وصف السكان الأصليين (الفلسطينيين) وكأنهم أيضاً "هنود حمر" لا علاقة لهم بحضارات المنطقة، لقد جاؤوا متسللين من جزيرة كريت اليونانية. وكما أن الهندي الأحمر لم يعد يشعر بالعار من هذا المصطلح "الاحتقاري" وتعايش معه وربما تقبّله، فقد حدث الأمر ذاته مع الفلسطينيين الذين تقبّلوا أو تعايشوا مع "اللقب" الذي فرضه عليهم العدو رغم أنهم من أصول عربية لا غبار عليها.
لقد تم اشتقاق اسم فلسطين من اسم أصحابها "البلست" الذين هم اهلها الحقيقيون حيث لم يغادروها إلى اليوم رغم ما مر بهم من حروب ومجازر وويلات وبالتأكيد فإنهم سيبقون هناك وسيعود أصحابك الصهاينة إلى بلدانهم الأصلية عبر العالم لأن اليهودية ديانة وليست قومية ولا عرقا ولا ثقافة وهو ما يؤكده آلاف اليهود الذين يرفضون وجود دولة تحمل اسمهم لأنها باطلة.
يا "تيام" لقد أظهرت في مقالك حرصك على الانحياز لخرافات ساقها مؤرخون صهاينة معاصرون ولم تكلف نفسك عناء البحث فجمعت بين حقدك على العرب والمسلمين وانحيازك الأعمى لكل ما هو صهيوني فقط لأن كراهيتك لبني وطنك من العرب الموريتانيين "او العرب البربر"، كما تسميهم، دفعتك لوضع يدك في أيدي إرهابيين سفاحين يرتكبون جرائم إبادة يومية بحق شعب عربي مسلم يرفض الخنوع والاستسلام والتخلي عن حقه في العيش بكرامة تحت شمس بلاده وفوق ترابها؟ّ!! ومع ذلك فأنت لا تمثل إلا نفسك وحركتك العنصرية التي خططت وتخطط منذ ثمانينيات القرن الماضي لإبادة عرب موريتانيا و"بربرها" وتصفيتهم جسديا وطردهم من هذه الأرض باعتبارهم غزاة وإنهاء الوجود الإسلامي في هذه الربوع واستعادة الوثنية والاستقواء بأسيادك الاوروبيين الذين لا تربطك بهم أية رابطة سوى رابطة التبعية والاستلاب والإذلال.
تأكد يا تيام أن ارض موريتانيا ستظل موحدة تجمع كل الموريتانيين الذين لا يحملون في قلوبهم سوى الخير والمحبة والتسامح والسلام وإرادة البناء وأنك ستدفن وتدفن معك أحقادك المريضة ومن معك من الحاقدين وإلى الأبد، بينما سيبني الموريتانيون، بكل مكوناتهم، وطنهم قويا عزيزا حرا لا سلطة للاستعمار عليه ولا وجود فيه للصهاينة
كما يجب أن تتأكد بأن وعد الله لعباده سيتحقق في فلسطين وأن الصهاينة سيخرجون منها صاغرين، كما خرج من كان قبلهم هناك من الغزاة العابرين، وقد بدأت بشائر ذلك تتجلى منذ بعض الوقت لمن كان له عقل ويرى ويتابع الأحداث في عالمنا.
أحمد / مولاي محمد