البلد الأمين ، البلد الذي حظي باسمه كما يشاع ، حاضرة أسست على تقوى من الله من طرف العلامة والشيخ الفاضل الشيخ سيدي محمد ولد الشيخ سيدي "الفخامة" حفظه الله .
ومنذ إنشاء هذه القرية العامرة الصغيرة في عمرانها الكبيرة في معناها ، أصحبت وجهة طلبة العلم الذين نهلوا من علم الشيخ الغزير ، فصاروا لا يبارون في حفظ القرآن وعلومه والحديث وأسانيده ومختلف العلوم الشرعية الأخرى التي ساعدت هؤلاء الطلبة على التحصين ضد التطرف والغلو .
بدأت قرية الشيخ "البلد الأمين" تتوسع وتنهض عمرانيا بسبب الإقبال المنقطع النظير من طرف مئات الطلاب والأسر الباحثين عن العلم ورغد العيش دون أي تكاليف تحسب.
دشنت القرية الوليدة نهضتها بأكبر معلم ديني "جامع القرية" الذي أقيمت فيه أول صلاة أمس الجمعة بعد استقبالها لآلاف الوفود من الشخصيات الدينية والعلمية والسياسية ومن الأدباء من مختلف الفئات والأعمار والأعراق ، و حظي الجميع بأسمى معاني الكرم وحسن الضيافة وطيب المقام في موطنهم الثاني (البلد الأمين) فتبارك الله أحسن الخالقين.
ويقتفي الشيخ بهذه الأعمال ذكر أجداده من قبل وهو الذي تربى بين أسرتين علميتين اشتهرتا بكل خصال الخير والفضل والكرم والبذل والإنفاق والسعي في إصلاح ذات البين وكظم القيظ والعفو عن الناس.
يعيد الشيخ اليوم في بذله وإنفاقه والتفاف الناس حوله صورة آبائه التي تناقلتها الروايات جيلا عن جيل ، فهو صاحب الخلق الرفيع والوجه البشوش واليد البيضاء ، وعالم القرآن ومعلمه لا يريد بذالك سوى وجه الله ،جعله الله في ميزان حسناته.
وتسجل "البلد الأمين بعطائها العلمي وتدشينها لجامعها الجديد وتخريج عدد من الحفظة لكتاب الله وحضورها الكبير في نشر العلوم الشرعية مجدا حضاريا جديدا لشنقيط "موريتانيا" ، وكما قيل لكل قطر مدينة ومدينة قطرنا "البلد الأمين " جوهرة الصحراء، وأريج التاريخ الفواح مستقبلا ، حاضرة العلم ومعين العلماء مدينة الأولياء والصالحين.
بقلم: عبد الله ولد العتيق