كَتَبَ الرئيسُ الأول الأستاذ المختار ولد داداه، رحمه الله، في كتابه: "موريتانيا على درب التحديات"، شهادة عن الشيخ العَلامة عبد الله بن بَيَّه، لا يضره ما قيل بعدها عن فترة خدمته العمومية، قال المختار من كلام: <<..كان ذلك أثناء زيارة تفقد أجريتها في الحوض الشرقي ـ موطنه الأصلي ـ وزرت خلالها مدرسة تمبدغه الابتدائية، التي كان بها مساعدا، يدرس اللغة العربية، فقد أعجبت خلال تلك الزيارة بمحتوى الخطاب الذي قدمه باللغة العربية، وهو خطاب يشهد في ذات الوقت بسعة معارفه، وبتجذره في الثقافة الوطنية، وبانفتاحه الذهني على الحداثة، وستشكل عبارات التجذر، والانفتاح أحد محاور السياسة الثقافية لحزب الشعب فيما بعد، وبعد الاستماع إلى هذا الخطاب الذي بث بكامله عبر الإذاعة، كانت قناعتي قد استقرت على أن عبد الله ولد بيه ـ الذي أصبح ذكاؤه وتوقده الذهني من الشهرة العمومية بمكان ـ ينبغي أن يلعب دورا هاما في البناء الوطني، وخاصة في ميدان الثقافة، من هنا كانت تجربته الحكومية المتألقة من 1970 إلى 1978... وقد برهن عبد الله ولد بيه في جميع الوزارات التي تقلد أمرها على وطنيته، وصبره، وفعاليته، وتصميمه، على الرغم من ضعف بنيته الصحية، وبفضله أثبت المثقفون باللغة العربية أنهم قادرون على تحمل أعلى المسؤوليات الوطنية على قدم المساواة مع نظرائهم من الأطر الناطقين بالفرنسية الذين كانوا يعتبرون الناطقين بالعربية "أطرا ناقصين"..>>../ (ص 399 ـ 400)..
في موضوع آخر: رفض عدد من الصحابة، والتابعين رضوان الله عليهم، وطوائف من علماء السلف، الثورات التي وقعت في الأمة، وحذروا الناس من الخروج، وحاوروهم في ذلك، وسلكوا مسالك إطفاء حرائقها، ووقف بعضهم مع الحكام ضد الثورات، وأثبت الواقع صدق موقفهم الشرعي..
وتاريخ الأمة ـ وَأتُوا به فاقرأوه ـ يثبت أن الثورات لم تأت ـ في الماضي ـ بغير الفتن والقتل والخراب، ولم تكن ـ في أحسن الأحوال ـ إلا في 'سَعْدِ' متغلب جديد..
يومي، ويومكم إلى توفيق وإنصاف..
أ. ع. المصطفى