عادة ما تحاط الزعامات التقليدية والروحية في مجتمعنا البدوي بهالات وأساطير تجعل منها طواغيت تكاد تعبد من دون الله، فضلا عن قبول بعضها واستمتاعه بأفعال المريدين والتابعين الخارجة عن طور المألوف عقلا ونقلا، سيما في ظل انتشار ممارسات تمارس من قبل هؤلاء تضر بمصالح البلاد والعباد.
الشيء الذي يعود بنا إلى ذكر حقائق ساطعة كالشمس في وضح النهار ما كان لها أن تغطى بغربال، حقائق تتلخص فيما عايشته من خصال ومزايا الشيخ سيد محمد الفخامة ابن الشيخ عبد الرحمن الحكومة ابن الشيخ سيدي، والحديث في هذا المقام يطول لعجز حروفي عن إتمام المقصد، ولهذا سأحاول من خلال عدة مقالات أن أعطي الصورة الكاملة عن الرجل ...وهيهات.
الحلم والأناة صفتان جمعهما الشيخ الفخامة من ضمن عديد الصفات إلا أنهما كانتا مفتاحه في جبر قلوب الكثير من البشر وانا من ضمن اللائحة، دون أن أنسى تواضع الشيخ وكرمه ومساواته للجميع دون استثناء ووقوفه بشكل شخصي على أحوال رعيته وضيوفه ومريديه.
اهتمام الشيخ بهذا كله لم يحل بينه وبين طلابه في محظرة البلد الأمين والتي تضم بين جنباتها ما يناهز ألفي تلميذ في شتى العلوم الشرعية، يتم إيواءهم من خلال عشرات الأعرشة المخصصة لهذا الغرض بالإضافة لباقي خدمات الإعاشة من مأكل ومشرب وملبس.
منهج الشيخ الفخامة في التعليم والتربية الروحية ظاهر للعيان من خلال حسن التعامل والخطاب والرفق بالضعفاء الذي يتحلى به أبناؤه وأبناء إخوته وطلابه ومريدوه وساكنة البلد الأمين كبارا وصغارا.
كل هذا وأكثر جعل الشيخ الفخامة قبلة لأهل الفضل والخير وذوي الحاجات والغارمين وملتمسي الدعاء من شتى أصقاع المنطقة
الحديث عن خصال الشيخ ومحاسنه يطول والإحاطة بها غاية لا تدرك، وحرصا على الإنصاف والتفصيل سأتابع في مقالات مقبلة بحول الله ما بدأته في هذا المقال.