توقفت الصحف الموريتانية المستقلة والرسمية عن الصدور سبب إفلاس المطبعة الوطنية
التي لم تعد لديها أية وسائل لسحب الصحف بعد أن حصلت السنة الماضية على 40 مليون أوقية من موارد صندوق الدعم العمومي للصحافة الخاصة مقابل سحب الصحف المستقلة وهو ما عجزت عنه منذ بداية ديسمبر الماضي حيث توقفت جميع الصحف المنتظمة اليومية والأسبوعية وغيرها والتي لم يعد أمامها سوى التعاقد مع مطابع تجارية خصوصية في ظل إفلاس المطبعة الحكومية ذت التجربة العريقة في التعاطي مع الصحافة منذ 1991
هذا التوجه الجديد لدى مسؤولي الصحف الورقية سيفرض عليها تكاليف أكثر حيث ستسحب بسعر مضاعف لدى المطابع التجارية غير المدعومة فضلا عن تكاليفها الاصلية التي لا تتكلفها وسائل الإعلام الأخرى مثل تكاليف الطباعة والتوزيع وغيرها
ويستفيد من الصحف المستقلة عشرات بل مئات العائلات التي يعمل أبناؤها وأربابها في التوزيع حيث يعيلون اسرهم من عائدات مبيعات الصحف رغم تراجعها نسبيا.
ويطالب مسؤولو الصحف والمنظمات الصحفية المدافعة عنها الحكومة بالتدخل لتوفير دعم حقيقي للصحافة المكتوبة بما في ذلك رصد مبالغ مناسبة من موارد صندوق الدعم العمومي لهذا العام حيث كانت موارد الصندوق مخصصة بالكامل لدعم ترقية الصحف الورقية فقط قبل طفرة المواقع الالكترونية والسمعيات البصرية.التي تم إدراجها للاستفادة من هذا الدعم دون مقدمات حيث أصبحت هذه الأخيرة تستحوذ على نصيب الأسد رغم أنها لا تتكلف الكثير مقارنة بالصحافة الورقية
وطالبت منظمات صحفية في وقت سابق الحكومة بالافراج عن قانون الإشهار وموارد الدعم التقليدية من اشتراكات وإعلانات وغيرها لتمكين الصحافة المهنية وخاصة الورقية من مواكبة التطورات بمهنيتها المميزة والتي تتسم بها عبر العالم كله عن بقية الوسائط.
وتصدر في موريتانيا حاليا قرابة 32 صحيفة ورقية منتظمة وشبه منتظمة رغم شح الموارد بينما يوجد في البلد أكثر من 400 موقع الكتروني يفتقر الكثير منها للخبرة والمهنية المطلوبة في المؤسسة الصحفية.
ويتطلب صدور عدد واحد من الصحيفة الورقية أسبوعية أو يومية ما يناهز 45000 أوقية، حيث يتطلب اصدار اسبوعية منتظمة أكثر من مليوني أوقية سنويا يشكل اكثر من ضعفها تكلفة اصدار يومية منتظمة، بينما لا يتطلب إطلاق موقع الكتروني أكثر من 120 ألف اوقية تتضمن التصميم والاستضافة وتوفير "وي في" يمكن تزويده كأقصى حد ب 20 لف اوقية شهريا ليشغل كافة أجهزة وهواتف المسؤولين عن الموقع.
كما لا يتطلب الموقع ايضا اكثر من عنصرين إلى ثلاثة عناصر يشكلون طاقما متكاملا بينما لا يقل عمال المؤسسة الصحفية الورقية عن ستة إلى ثمانية أشخاص من رئيس تحرير ومدير تحرير ومحررين وعمالا إداريين.
التواصل