شخصيات من ساكنة المدينة ذكرت أن كم الحضورالجماهيري لمهرجان بوتلميت الثقافي 2017 لم تشهده المدينة في أي تظاهرة ولا أي مهرجان سواء كان ثقافيا أو سياسيا .. لقد فهمت من تجربة هذاالمهرجان أننا في غابة وليس في دولة وأن موريتانيا للأسف تعيش معضلة عبادة الفرد الحاكم .
تصوروا :
- بعض أُطر المدينة وبعض رجال أعمالها وجنرالاتها حاربوا المهرجان لأنني شخصيا على رئاسته وصرحوا بذلك لزملائي في المهرجان ..
- الحاكم رفض الحضور للافتتاح ..
- الشرطة رفضت التأمين وهي التي تؤمن الأعراس والسهرات في المدينة وخارجها ..
- وزير الثقافة الذي يعلن للجميع عداءه لي شخصيا لم يبعث بأي ممثل عنه، وفِي فضيحة استغربها الجميع اتصل بأحد أبناء المدينة من أُطر الوزارة عندما علم بوجوده في المهرجان وأمره بدخول العاصمة فورا ..
كل هذه التصرفات من بعض أبناءالمدينة ووزارةالسخافة حدثت بسبب توجهي السياسي .
يعني أن الكم البشري الهائل الذي اكتظت به ساحة المهرجان والطرق المؤدية له لا يعني السلطة في شيء وغير مهتمة بالأمن حياله ..
لقد استنفدنا كافة الإجراءات الإدارية في العاصمة وفِي المقاطعة وتم الترخيص لنا من طرف الوزارة المعنية والسلطات الادارية في ولاية اترارزة وفِي مقاطعة بوتلميت..
وانتظر عبدة الصنم حتى لحظات قبل الافتتاح ليعلن الحاكم اعتذاره عن الحضور مبررا ذلك بأعذار المغلوب على أمره .
والغريب أن النظام يتبجح باحترام الدولة في وقت يرفض تأمين آلاف المواطنين ولو بشرطي واحد مع استعدادنا لدفع ما يترتب على ذلك ماليا ..
بدا أن السلطات تريد الضغط علينا لالغاء التظاهرة .. لكن ماذا حدث ؟
توافد الآلاف من أبناء وبنات بوتلميت على المهرجان، ولأنهم شعروا بمؤامرة السلطات قرروا تنظيم أنفسهم طيلة الليالي الثلاث فلم تحدث أية مشادة ولا تصرف يخل بالأمن أو السكينة ..
كنّا نرى كيف اكتظت الشوارع بعد اكتظاظ الخيم والساحات ..
وكان الحضور يزداد كل ليلة ..
أبعدنا المهرجان عن السياسة ونحينا الخطابات الموالية او المعارضة جانبا ..
نجحنا .. ورجع كيد السلطة في نحرها .
أبلغوا وزير الثقافة أن الدكتور الشيخ ورفاقه ( غير المرغوب فيهم ) قادوا مهرجان بوتلميت ثلاث ليالٍ متتالية بأيامها، وأن الندوات الأمسيات حبلت بنخبة مثقفي موريتانيا وقادة فكرها، وأن الموالي والمعارض كانا يحاضران في محور واحد، وأن كل ذلك حدث دون أن يرف لنا جفن هوى تجاه الوزارة أو السلطات الإدارية .
وأبلغوا عزيز ومن يؤلهه من أبناء بوتلميت أن
في الحياة ما يستحق أن يُعاش، ليس السياسة ..
وأن سيوف الخشب لا تفل دروعي ولا الحديد ..
كل عام وموريتانيا وشعبها بخير ..
كل عام والخلاص من أقرب ...
د. الشيخ سيدي عبدالله