بلال حافظي هو ذلك الشاب العشريني بالكاد والذي شارك في هجمات الثالث عشر من نوفمبر في باريس والتي حلت ذكراها الثانية قبل أسبوعين من الآن.
وفاطمة أم لثلاثة أطفال أصغرهم بلال .. علمت بالهجمات التي وقعت في باريس وأن ابنها الأصغر كان واحدا من تسعة أشخاص نفذوا تلك العمليات.
كان بلال طالبا في بروكسيل ببلجيكا، وكان قد سافر في يوم ما من شهر فبراير من العام ألفين وأربعة عشر إلى سوريا.. وعاد منها ليقوم بتفجير في محيط ملعب باريس مات خلاله..
الأم التي وصفت ابنها بأنه كان حمامة وديعة تحدثت لقناة "فرانس إينفو" حول ذهاب بلال إلى سوريا وحول فاجعتها والصدمة التي حلت بالأسرة إثر موته...
حينما قدمت إلى باريس من موليمباك أتت فاطمة إلى معهد الصحة الشرعية... سحبت رداء القماش الأبيض من على وجه ذلك الشخص المتمدد على السرير في غرفة الموتى... وهناك، يا للفاجعة... لقد طرد يقين فاطمة شكها... إنه بلال حافظي !! كان ما حدث صحيحا...
في تلك اللحظة تساءلت في نفسها هل سيأتي اليوم الذي ستخرج فيه من هذا الكابوس... والجواب لا !! إنها حياتي... وهذا ما سيلازمني أبدا... تقول السيدة..
لم أرى شيئ.. تقول الأم حينما قرر ابني التوقف عن شرب الكحول وتناول الحشيش في شهر يناير من العام ألفين وأربعة عشر.. وكان ذلك تحولا جديدا بالنسبة له..
وفي الرابع عشر من فبراير من العام ألفين وخمسة عشر أوهم الأسرة بأنه سيسافر إلى المغرب البلد الأصلي الذي قدم منه والداه... وبعد ذلك بأيام فقط يعترف لأخيه الأكبر عبر الهاتف بأنه موجود في المنطقة العراقية ـ السورية ثم يرفض العودة إلى بلجيكا تحت إلحاح الأسرة...
لقد كانت آخر مرة تسمع فاطمة صوت ابنها بلال يوم السابع عشر من يوليو من سنة ألفين وخمسة عشر حينما كانت العائلة ملتمة يوم عيد الفطر... وكان الابن بعيدا عن الأسرة...
وتستطرد، لقد كنت مسرورة لسماع صوته ولكنني لم أتحدث معه كثيرا... وأعطيت هاتفي لحماتي لكي تواصل معه الحديث... لم أنتهز الفرصة... ولم أقل له إنني أحبك يا بني..!! فقد كان ذلك آخر كلام لي معه...
كوماندوز باريس لكل فرد منه قصة... من موليمباك إلى روبي إلى سان دونى إلى أرصفة باريس لتسيل دماء مساء الثالث عشر... هم فرنسيون وبلاجكة... وكل المجموعة قضوا باستثناء صالح عبد السلام الذي ما زال ينتظر في سجن فليري ميروجيس بالضاحية الجنوبية للعاصمة ومنذ ست مائة يوم وخمسة أيام...
الأستاذ/ إيدوم عبد الجليل
باحث موريتاني ـ مقيم في باريس