نال مقال الشيخ ابراهيم ولد يوسف ولد الشيخ سيديا احتفاء خاصا من أنصار المعارضة في موريتانيا، وقطاعات واسعة من المناوئين للتعديلات الدستورية، باعتبارها أول موقف واضح لأحد العلماء الموريتانيين ضد التعديلات الدستورية بعد أن نالت نصيبا كبيرا من المساندة من قبل علماء آخرين رأوا في مساندتها واجبا عينيا لا ينبغي التقصير في أدائه
ولا يبدو الشيخ مكترثا للموقفين، المساند والموالي بقدر ما يود التعبير عن رأيه، خصوصا أنه رأيا آخرا في المسألة الديمقراطية بشأن عام حيث لا يعتبرها السبيل الأمثل "لإقامة الدولة الإسلامية المنشودة"
سيرة ذاتية
بين وهاد بوتلميت التقط ابراهيم بن يوسف أولى صور الحياة، سنة 1958 لينتظم في سلك أحفاد الشيخ سيديا مؤسس مدينة بوتلميت
وفي بوتلميت تلقى المفتي معارفه الأولى التي توسعت بشكل هائل بسبب ذكاء فطري مشهود به، وكذا توفر عدد من خيرة العلماء والمدرسين الذين نهل "المفتي " من حياضهم العلمية.
زاوج المفتي بين الدراسة المحظرية والنظامية، ولا يزال يتذكر أساتذه الأديب اسماعيل بن سيدي عبد الله الذي درسه مبادئ العلوم الإسلامية واللغوية قبل أن يلتحق بالمعهد الإسلامي في بوتلميت، ومنه إلى الثانوية الوطنية بالعاصمة نواكشوط حيث نال شهادة الباكلوريا في الآداب العصرية سنة 1977 محتلا الرتبة الثانية على المستوى الوطني
ومنها إلى المدرسة العليا للأساتذة حيث نال منها شهادة المتريز سنة 1981 محتلا الرتبة الأولى على دفعته
مسيرة حافلة
أخذ المفتي على عدد من العلماء من بينهم
الشيخ عبد الودود بن عبد الملك بن حمَّيْه رحمه الله تعالى وعليه أخذ علوم القرآن الكريم
الشيخ الحافظ محمد بن أبى مدين ـ رحمه الله تعالى ـ درس عليه فى علم المصطلح وأحاديث الأحكام .
الشيخ محمد يحيى بن محمد عال بن عبد الودود وقد درس عليه الفقه والنحو
الشيخ إسحاق بن محمد بن الشيخ سيدىَ ـ رحمه الله تعالى ـ درس عليه فى التفسير والعربية .
محمد بن أحمد بن الشيخ سيدى ـ رحمه الله تعالى ـ أخذ عنه لامية الأفعال بطرة الحسن بن زين وغيرها .
الشيخ أحمد بن مولود بن داداه ـ رحمه الله تعالى ـ أخذ عنه النحو والصرف والتوحيد ، والفقه (من مختصر خليل) أيضا .
الشيخ محمد ابن المصطفى رحمه الله تعالى ـ درس عليه الفقه من تحفة الحكام لابن عاصم ومختصرخليل ، كما درس عليه القواعد الفقهية ، واللغة ، وأشعار العرب ، وغير ذلك ؛ وحضر دروسَه فى جل الفنون المحضرية .
الشيخ محمد يحيى بن سيد أحمد وقد درس عليه عمود النسب والسيرة النبوية
العلامة محمد سالم بن محمد عال بن عبد الودود (عدّود)ـ وعليه درس المفتي ألفيةَ العراقىّ فى مصطلح الحديث ، ومنظومتَه فى التوحيد التى قدّم بها لنظم خليل، ومواضع من النظم المذكور، ومتن الكافية لابن مالك ، ومن حماسة أبى تمام ، و ألفية السيوطىّ فى المصطلح ، وسمع منه الفرائض وفنونا أخرى
الشيخ الفقيه القارئ الزاهد العابد محمد بن أجود ـ رحمه الله تعالى ـ درس عليه ، فى مكة المكرمة ، الفرائض من مختصر خليل أيضا.
وإلى جانب أولئك فقد نهل المفتي أيضا من معين عميه القاضيين هارون وإسماعيل ابني الشيخ سيديا، فكان يتلقي العلم تلقينا من إسماعيل أو قراءة "وإسماعيل يستمع" كما رأى القاضي هارون في ابن أخيه المفتي شابا لقنا نابها مباحثا يترقى بإتقان واقتدار في مدراج العلم
ولم تخل حقيبة ذكريات الطلب لدى المفتي من أحاديث وأسمار وذكر مع المؤرخ الموسوعي محمد ولد مولود ولد داداه، ومنه قبس صرامة منهجية مكنت عددا كبيرا من طلاب ابن مولود من الاغتراف من "عين السلامة" من الارتهان للسائد من الأقوال والآراء دون تمحيص أو تقديس المناهج بله الأشخاص.
وفي نواكشوط المفعمة بتيارات سياسية وفكرية متعددة، أخذ المفتي مساره ضمن شباب الصحوة الإسلامية، وفي حلقات شيخها الإمام بداه ولد البوصيري كان له مجلس خاص، وقد أشاد الشيخ بداه بنباهة المفتي وبسعة مداركه وبعلمه الجامع بين "فتح القدير" الكافي"لإرشاد الفحول" إلى بداية المجتهد ونهاية المقتصد
وإلى جانب أولئك أخذ الشيخ المفتي عن عدد من علماء الحجاز حيث نال منهم إجازات متعددة في الحديث الشريف وعلوم شرعية أخرى ومن أبرزهم الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله الذي أعجب بهذا المفتي الشنقيطي الذي أعاد لأهل الحجاز بضاعتهم فقها ومسانيد وتوحيدا
ومن الشيوخ الحجازيين أيضا
شيخ الحنابلة الشيخ عبد الله بن عقيل
المحدث الكبير الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن
الشيخ عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمىّ وآخرون كثر
الأستاذ المفتي
تولى الشيخ ابراهيم بن يوسف تدريس تدريس الأدب واللغة العربية بالثانوية العربية فى العاصمة نُوَاكْشوط .
تدريس ما دّ تى النحو والصرف فى كل من: المعهد العالى للدراسات والبحوث الإسلامية بنُواكشوط و
كما عمل مستشارا لوزير الثقافة والشؤون الإسلامية، وأستاذا بالقسم الجامعي بالمعهد السعودي في نواكشوط
مؤلفات نادرة
اهتم المفتي بالتأليف وخصوصا نظم المتون العلمية الكبرى، حيث خلد مؤلفات من أبرزها
المفصل في علوم العربية للزمخشري، الذي نظمه أيام تدريسه للنحو والصرف بالمعهد العالي للدراسات الإسلامية وكذا المدرسة العليا للأساتذة في نواكشوط وكلية الآداب
ألفية السنّة.. وهى منظومة فى أصول أهل السنة والجماعة والرد على المخالفين.
تطريز الوشاح بنظم الموقظة وفرائد الاقتراح (فى علم المصطلح
تحقيق كتاب الضاد العربية لجده الشيخ سيدىَ بابه ، مع دراسة صوتية تجويدية واسعة لحرف الضاد.
النفحة الشاذيَة من معتقد الفرقة الناجية.
السِّمط الفريد من دُرر التوحيد ( قصيدة فى ثلاثمائة بيت من البحر الكامل فى معتقد السلف الصالح قدّم لها كلٌّ من العلامة الشيخ صالح فوزان الفوزان عضوهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء ، والعلامة الشيخ عبد العزيزالراجحىّ أستاذ العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية).
شرح ما يتعلق برواية قالون من كتاب التحف لعبد الودود بن حمّيْه
تفسير سورة الحُجرات.
الجَبر فى شرح حديث الحَبر.
حاشية على شرح الشيخ سيدىَ بابه لنظمه فى الصفات
تعليق على نظم الشيخ محمد سالم ابن عدود فى مفهوم الظاهر بين السلف والخلف ، بطلب من الشيخ نفسه.
مقدمة فى نقد طرائق المتكلمين.
نظم كتاب الصيام والاعتكاف من "الكافى فى فقه أهل المدينة المالكىّ" للحافظ أبى عمر بن عبد البر.
نظم أبواب من أصول الفقه.
الدررفى نظم طبقات ابن حجر.
شرح القصائد الكبرى من ديوان جَده الثانى الشيخ سيدى محمد بن الشيخ سيدىَ الكبير رحمهما الله تعالى .
دراسة فنية وأدبية في ديوان الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي
نظم الغرر المثلثة والدرر المبَثثة لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابا دىّ صاحب القاموس المحيط
سلفي في محيط التصوف
على الصعيد الفكري يصنف الشيخ ابراهيم بن يوسف ضمن مشايخ السلفية العلمية في موريتانيا، رغم انتمائه لأسرة صوفية معروفة، وهو بذلك يمثل امتدادا لمدرسة جده بابا ولد الشيخ سيديا التي يراها الشيخ المفتي مدرسة سلفية سنية واضحة المشرب السني والأصولي ويراها آخرون مدرسة تجديدة قدمت نموذجا جديدا في التصوف والفقه يميل إلى تأصيل الفقه وتشذيب التصوف
كما يمثل المفتي الآن أحد أهم المرجعيات العلمية للتيار العلمي في السلفية الموريتانية، كما يعتبر أيضا من أبرز العلماء داخل أسرة أهل الشيخ سيديا.
إلى ذلك يعتبر المفتي من الشعراء المبدعين في موريتانيا ومن اللغويين الكبار، وقد خلد في ديوانه الشعري مختلف الأغراض الأدبية المطروقة، حيث يمثل الديوان شجرة نور زكية تميس أغصانها تارة بين "عيون النرجس" وبين تراتيل العباد، وأِشواق المغترب وترانيم الوفاء للراحلين.
يمتاز الشيخ المفتي بإتقانه للغة الفرنسية وبمعرفة مقبولة للغة الإنكليزية وهو ما يضفي على شخصيته العلمية بعدا آخر يغيب عن أغلب الفقهاء الموريتانيين
اشتهر ابراهيم ولد يوسف بلقب المفتي وهو اللقب الذي يختصر سيرة الشيخ المذكور، وإن أبرز بعض أهم ملامحها وهو المكانة العلمية لأحد أبرز العلماء الموريتانيين اليوم
ومن عيون النرجس التي تغنى لها الأديب ابراهيم بن يوسف إلى مفصل الزمخشري ومثلثات الفيروزبادي إلى تعرية الاستبداد وكشف "أشنوعته "الحضارية والفكرية، وخلع اللبوس الديني عنه تسير مواكب المفتي تلقي هي الأخرى على دوران أوكار وعلى مرابع العلوم ومدارج الذكريات التحايا تواصل بالغدايا ..والعشيات