عانت مدينة أبي تلميت عبر عقودٍ من الزمان من حرمانٍ وتهميشٍ ممنهجين، على أيدي الأنظمة العسكرية المتعاقبة على هذا البلد.
لكنّ ما شهِدته وعانته في ظلّ هذا النّظام الحالي كان أقسى وأعمّ مما عانته مع أيّ نظام آخر..
لقد تمّ إيقاف مشاريع تنموية وتطويرية عديدة في المدينة كانت تبنّتها دولٌ ومؤسسات دولية، كما همّش مثقّفواوكوادر المدينة وحُرموا من التوظيف -لاسيما في الوظائف السامية- وتمّ استهدافُ رموز وعلماء وأعلام المدينة -الذين هم مفخرة البلاد كلّها- واتّهامهم بالعمالة والخيانة، وذلك مِن أبواق وأشداق هذا النّظام..!
لذا فإنّ الشّرفاء من أهل بتلميت.. الأوفياء لمدينتهم والغيورين على بلادهم ومصلحتها العامّة لايمكنهم -بحالٍ من الأحوال- أن يستسيغوا مهزلة التعديلات الدّستورية، أو أن ينخدعوا بدعاوى ثلّةٍ من ذوي المصالح الشخصية من أبناء المدينة المعروفين بمسايرتهم لكل نظام يحكم البلاد؛ لهثاً وراء مطامع ومنافع شخصية ضيّقة، كانت ولن تزال سراباً لن يجدوه شيئاً حتى وإن باعوا لأجله آخر قطرة ماءٍ في وجوههم.
أهل بتلميت الشّرفاء النّبلاء.. الأوفياءُ لمدينتهم مقاطعون لهذه التّعديلات ولغيرها من ألاعيب ومسرحيات هذا النّظام الذي سامهم الإقصاء والحرمان والتّهميش.
وهم يعلنونها صراحةً مدوّية : لا لمهزلة التعديلات الدّستورية.
والله المستعان.. وعليه التّكلان.
مقاطعون لمهزلة الدستور .