استطعن بفضل إصرارهن على النجاح، وتمسكهن بروح التحدّي أن يمتلكن مؤسسات مالية قوية، واستثمارات ضخمة نافسن بها الرجال.
يَقُلن إنهن تعبن كثيرا حتى استطعن فرض أنفسهن في عالم “ذكوري مليء بالعراقيل”.
إليكم قصص أشهر خمس سيدات أعمال مغاربيات.
سعيدة نغزة: تعبت ووصلت
هي سيدة الأعمال الأولى في الجزائر، ترأس “الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية”، وتُعد من سيدات الأعمال البارزات في شمال أفريقيا.
تقول سعيدة نغزة “بدأتُ بتحميص القهوة ثم انتقلت إلى استيراد المشروبات الغازية من إسبانيا وبعدها استيراد عجلات السيارات من ألمانيا ثم دخلت مجال البناء”، وتضيف في تصريح لـ”أصوات مغاربية” إنها حاليا تملك “أربعة مناجم لاستخراج الحصى والرخام والرمل في الجزائر، وتستثمر في قطاع البناء على المستوى الوطني”.
كُرّمت نغزة من طرف إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، وحصدت عديد الجوائز والألقاب، وتؤكد أنها تعبت كثيرا حتى فرضت نفسها في عالم “يحتكره الرجل ويعج بالعراقيل”.
مريم بنصالح: المجتمع لازال ذكوريا والأبواب موصدة
وصول “سيدة المياه”، مريم بنصالح لتكون على رأس أكبر شركة لتوزيع المياه المعدنية وتجلس على كرسي “الاتحاد العام لمقاولات المغرب”، الذي ظل حكرا على الرجال، لم يكن مهمة سهلة.
في حديثها مع “أصوات مغاربية”، تقول ضاحكة “لا أملك عصا سحرية ولا مصباح علاء الدين السحري، ولم أجد الطريق معبدة بالورود كما يظن البعض. الرحلة كانت صعبة ومحفوفة بالمخاطر وتغلبت عليها بالعزيمة والصبر وحب الوطن وثقة عائلتي في قدراتي الشخصية”.
منذ صغرها، كانت تنظر إلى النساء بعين أخرى، تُردد دائما في نفسها “لا يمكن لحياتي أن تنتهي داخل بيت مغلق. لا يمكن أن تكون قصتي شبيهة بقصص كثير من النسوة. أريد أن أكون مختلفة”.
تؤمن سيدة “الباطرونا” الأولى، أن “المرأة هي المستقبل. كل النساء من حقهن تقرير مصيرهن. كل امرأة تستحق أن تمتلك سلطة الاختيار وأن تصل إلى مناصب القرار”، قبل أن تردف “الملِك يدعمنا ويشجعنا، لكن المجتمع لازال ذكوريا والأبواب لازالت موصدة.”
وداد بوشماوي: سيدة القطن والنفط في تونس
سيدة الأعمال الأولى في تونس، ترأس “الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية”، وهو أكبر منظمة لأرباب العمل في تونس وتسمى أيضا “منظمة الأعراف”.
وداد بوشمالي، أغنى امرأة في تونس
حاصلة على شهادة الدراسات العليا المتخصصة في التجارة الدولية والتسويق، دخلت في شركة الهادي بوشماوي (والدها) المتخصصة في النفط والأشغال العامة والنسيج والصناعة، وفي سنة 1994 أسست شركة “ماي فيل” (Maille Fil) المتخصصة في تمشيط القطن.
تحصلت بوشماوي على جائزة نوبل للسلام سنة 2015، بصفتها رئيسة “الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية”، أحد مكوّنات اللجنة الرباعية التي مُنحت الجائزة الدولية، واختيرت بوشماوي، أيضا، أفضل سيدة أعمال في الوطن العربي سنة 2013، كما فازت بجائزة مؤسسة الأعمال التجارية للسلام “بزنس نيوز تونس” في 2014.
فوزية الفرجاني: سيدة ليبيا الثرية الثائرة
تستثمر الفرجاني في قطاع الأعمال والمقاولات العامة، على وجه الخصوص، وهي عضو “لجنة المقاولات والإنشاءات” بـ”مجلس أصحاب الأعمال الليبي”، كما نالت عضوية “مجلس سيدات الأعمال العربيات”، وتشارك في أعمال إنسانية كرعاية الطفولة ومساعدة الأسر الفقيرة، خاصة بعد الثورة الليبية.
فوزية الفرجاني، “الثرية الثائرة” في ليبيا
برزت أكثر بعد الثورة وكان دورها كبيرا، إذ ساعدت في إغاثة الجنود بسيارات إسعاف تملكها، وعُينت على رأس فريق الإغاثة والإمداد الطبي بالجيش الوطني، وأقامت مستشفيات ميدانية لهم من أموالها.
استطاعت أن تستثمر مع الأجانب في قطاع البناء خارج وطنها، منها شركات إيطالية وبوسنية وتركية، وتدعم شركاتها الأعمال الإنسانية سواء بدعم الجمعيات والمؤسسات الخيرية أو بالدعم المالي المباشر للعائلات المحتاجة والمعاقين.
لمّات بنت مكية: سيدة “سوق النساء”
ورثت لمّات ثروة عن والدتها في الستينيات وبدأت ممارسة التجارة في البيت، ثم توجهت إلى تونس ومنها إلى إيطاليا العام 1982، فاستوردت الحقائب والأحذية وبدأت تبيعها.
لمات بنت مكية، سيدة “سوق النساء” في موريتانيا
تحدثت لمّات مع الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطائع وطالبته بقطعة أرض لإقامة سوق وهو ما حققه لها، وعلى هذه الأرض أسست “سوق النساء” عام 1993، وهو سوق كبير خاص فتحته أمام النساء ليمارسن فيه التجارة داخل محلات، تقول لمّات “السوق مشهور وطنيا ودوليا، أسسته لمساعدة النساء المحبات للتجارة على الخروج من بيوتهن للاستقلال بأنفسهن وتكوين ثروة”.
ترأس لمّات “اتحاد النساء المقاولات الموريتانيات”، وهي عضو مؤسس لـ”سيدات الأعمال العرب” و”سيدات أعمال المغرب العربي”، كما دعاها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إلى لقاء في أميركا رفقة رجال
نقلا عن موقع المغاربي