الشيخ الرضى .. كم فيكَ مِن سمةٍ للخيرِ بارزةٍ (تدوينة)

خميس, 25/05/2017 - 02:35

لم أفهم حتى الآن السبب وراء الهجوم على الشيخ علي الرضى , الذي فضل الخلوة ليناجي ربه , ويطيعه كما أمر , رافعا شعار نصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم بعدما تقاعس عنها الكثير .
فمثله من الشيوخ والأولياء نجوم مضيئة في سماء هذا العالم فبه يهتدي النَّاسُ في مساربِ هذه الحياةِ فإذا غاب أو غُيِّب سادَ الظلامُ الدَّامسُ أرجاء الأرض ، وتخبَّطَ الخلقُ في دياجيرِ الظلمةِ فلا يعرفونَ طريقاً ، ولا يهتدونَ سبيلاً.
كم فيكَ مِن سمةٍ للخيرِ بارزةٍ , وأنا أتمعن في هذه الابتسامة التي لاتفارق محياه أستحضر في مدحه مدح شيخنا الفقيه أبي عبد القادر بن حنفية:
الحِلْمُ مَرْكَبُهُ،وَالفِقْهُ مَشْرَبُهُ... وَالعَدْلُ تَرْقُبُهُ يُهْدى لِبَاغِيْهِ

وَالْعِلْمُ مَسْبَحُهُ،وَالبَذْلُ مَسْرَحُهُ... وَحِكْمَةُ اللهِ قَدْ حَلَّتْ بَوَادِيْهِ
مَنْ يَبْتَغِ العِلْمَ فَلْيَنْزَلْ بِسَاحَتِهِ... فَالعِلْمُ - لا شَكـَّ - لا يَنْفَكُّ يَاتِيهِ
مَنْ جَاءَ ذا سَغَبٍ ،أوْ جَاءَ ذَا عَطَشٍ... أوْ جَاءَ ذَا نَصَبٍ إنْزَاحَ مَافِيْهِ
أُنْظُر لِمَظْهَرِهِ إنْ كُنْتَ ذَا نَظَرٍ... سَتْدْرِي مخْبَرَهُ فَأَنْتَ رَائِيْهِ
حتى يقول :
نَشَأَتَ تَطْعَمُ فيْ بَيْتِ الْهَنَا أَدَبًا ...وَتَرْضَعُ الْفَضْلَ فيْ أَسْمَى مَعَانِيْهِ
حَتَّى امْتَطَيْتَ بُرَاقَ الْخَيْرِ مُرْتَقِيًا...سَمَا الْفَضَائِلِ «فَضْلُ الْلَّهِ يُؤْتِيَهِ»
كَمْ فِيْكِ مِنْ سِمَةٍ لِلْخَيْرِ بَارِزَةٍ .... يَقُوْلُ مُبْصِرُهَا حَمْدَا لِبَارِيْهِ
إِنِّي مَدْحَتُكُمُ وَاللَّهُ حَسْبُكُمُ ... شَيْخِيْ وَحَسْبِيَ وَيْحِيْ إِذْ أُلَاقِيْهِ
لولا أن الشيخ سبق وحذر تلاميذته ومحبيه في الله عز وجل من الرد أو التصدي لمن سبه تصريحا أو تلويحا سبيلا الى التعاون والإتحاد وحبا لأخوته المؤمنين لكان لنا شأن آخر.
وهذا إنما يعكس درجة من التواضع , والمحبة , فمنهج الشيخ أن لا يكون بين المؤمنين خصومة، ولا شقاق، ولا تدابر، ولا هجران .
فلم يكن الشيخ يوما إلا وفيا ولم يكن إلا تقيا نقيا , محبا الخير للناس كافة , فهذا لعمري هو التواضع التواضع .
يقول صلى الله عليه وسلم "ان أحبكم إلي وأقربكم مني يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقاً وأشدكم تواضعاً".
حفظ الله الشيخ علي الرضى وسدد خطاه وأيده بنصره إنه ولي ذالك والقادر عليه.
صفحة الكاتب الصحفي / عبد الله ولد العتيق