أصدر المجلس الأعلى للفتوى والمظالم التابع لرئاسة الجمهورية والذي يضم خيرة علماء موريتانيا قتوى قوية في حكم التصويت في الانتخابات.
وقد جاء في الفتوى رقم 2014/0084م أن الترشح لمناصب العامة يجب أن يخضع للأسس والقواعد التي وضعها الشرع والتي تقوم على الأمانة والعلم والكفاءة , وأفتى المجلس بعدم وجوب أن يكون الاختيار قائما على أساس اللون أو الجنس أو القرابة أو الصداقة أو العلاقات الشخصية والجهوية وهو الأمر الشائع في موريتانيا كما يعلم الجميع.
كما أعتبرت الفتوى غياب الضوابط الشرعية عن المرشحين الذين يختارون لتمثيل الأمة في المصالح العامة ظاهرة خطيرة.
وهذا نص الفتوى كما جاءت في الموقع الرسمي للمجلس:
الفتوى رقم:2014/0084م: في حكم التصويت في الانتخابات
السؤال: لمن يكون التصويت في الانتخابات؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه؛
أما بعد: فقد وضع الإسلام أسسا وقواعد متينة لمن يترشح أو يرشح لتولي المناصب العامة؛ من أهمها الأمانة والعلم والكفاءة، فلا يجوز أن يكون الاختيار قائما على أساس اللون أو الجنس أو القرابة أو الصداقة أو العلاقات الشخصية والجهوية.
وغياب الضوابط الشرعية عن المرشحين الذين يختارون لتمثيل الأمة في المصالح العامة ظاهرة خطيرة، وقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم نذيرا لقرب قيام الساعة، لأنها تمثل تضييعا للأمانة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة)، قالوا: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: (إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) .
إن مدار الصلاحية لأي منصب على القوة والأمانة، قال الله تعالى: (إن خير من استأجرت القوي الأمين) ؛ ولننظر إلى أبي ذر الغفاري رضي الله عنه إذ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم طالبا الولاية، فعنه رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال أبو ذر فضرب بيده صلى الله عليه وسلم على منكبي ثم قال: (يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها) .
وإن من أعظم الخيانة أن يختار الرجل لأجل الدنيا والمنافع الخاصة، كما يدل له قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من ولى رجلا على عصابة وهو يجد في تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله وخان المؤمنين) .
وبناء على ما تقدم فإنه يتعين في التصويت في الانتخابات مراعاة الكفاءة في المنتخبين الأكفأ فالأكفأ رعاية لمصالح الأمة العامة وأداء للمسؤولية أمام الله تعالى.
والله المـــوفق.