شهدت موريتانيا خلال الأسبوع الماضي أحداثا عدة على الصعيدين السياسي والثقافي؛ أهمها الرحيل المفاجئ للرئيس الأسبق اعلي ولد محمد فال (66 عاما) الذي حكم موريتانيا في الفترة الانتقالية من 2005 إلى 2007، والذي ودّعت جموع من المواطنين وشخصيات سياسية، يتقدمها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، جثمانه الذي ووري الثرى بمقبرة "لكصر" شمال نواكشوط.
ووحّد رحيل الرئيس السابق الأطياف السياسية في البلاد التي اجتمعت لتوديعه ومشاركة عائلته مشاعر الحزن وحاولت التخفيف من وقع الصدمة عليها، ويحتفظ الموريتانيون في ذاكرتهم بكثير من الود والامتنان للراحل الذي يحسب له أنه أزاح نظام معاوية ولد الطايع (19 عاما) وفرض دستورا يحدد مأمورية الرئيس في خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط، وأنهى فترة حكمه بتسليم السلطة لأول رئيس منتخب في موريتانيا.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تبادل المدونون والنشطاء التعازي في الفقيد، ودعوا إلى مسامحة الراحل ونشروا شهادات التزكية في رحيله. وانتشر وسم "سامحوا لاعل ولد محمد فال" على نطاق واسع؛ إذ تسابق المئات من المدونين لإعلان مسامحتهم للراحل على كل تقصير منه خلال عمله مدة 20 سنة في إدارة الأمن الوطني وعامين في رئاسة الدولة.
وشهدت موريتانيا أيضا مظاهرات عنيفة تحولت إلى أعمال شغب احتجاجا على قانون السير الجديد الذي يفرض غرامات كثيرة على السائقين؛ إذ أحرق المحتجون إطارات السيارات بمفترقات الشوارع الرئيسية في العاصمة، مستغلين خلوها من رجال الشرطة الذين كانوا يؤمنون مظاهرات العمال واحتفالاتهم المختلفة بعيد فاتح مايو.
وانتقد المتظاهرون سعي السلطات إلى فرض ضرائب وغرامات جديدة تثقل كاهل المواطن، وأحكموا سيطرتهم على بعض شوارع العاصمة مدة يومين، وتخللت المظاهرات أعمال عنف وانتقام أظهرت الطابع العنصري للمتظاهرين؛ إذ هاجم عدد منهم تجارا من شريحة "البيظان"، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات للمتظاهرين من شريحة السود (حراطين وزنوج أفارقة) وهم يضربون تجارا من ذوي البشرة البيضاء، ويلحقون أضرارا بممتلكاتهم، مما أفقد المظاهرات قوتها وساهم إلى حدّ كبير في انحسار التعاطف الشعبي مع المتظاهرين.
وعلى الصعيد الثقافي، وفيما غابت أية احتفالية رسمية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة لأول مرة منذ سنوات، نظمت هيئة الصحافي الراحل حبيب ولد محفوظ حفلا تكريميا، تم خلاله توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة أجود مقال باللغتين العربية والفرنسية.
وأثنى المشاركون في الحفل على خصال الصحافي الراحل حبيب ولد محفوظ، وأشادوا بأخلاقه الرفيعة وكفاءته النادرة، باعتباره عميدا للصحافة المستقلة في موريتانيا وقامة رفيعة في الحقل الصحافي.
وفاز بالمرتبة الأولى في مسابقة أحسن مقال باللغة العربية الصحافي عبد الله ولد اتفغ المختار، فيما جاءت المرتبة الثانية من نصيب محمد المختار ولد محمد فال، مدير موقع النهار الإخباري، وحصل على المرتبة الثالثة سيدي امحمد ولد اجون من تلفزيون قناة الساحل.
وفي مسابقة أحسن مقال باللغة الفرنسية فاز الصحافي اصنيب محمد بالمرتبة الأولى، ثم جاء أحمد بزيد ولد بيروك في المرتبة الثانية، فيما حاز المرتبة الثالثة عمار صو.
Hespress