شكل الحشد المتصاعد لبعض أنصار الرئيس فى العاصمة نواكشوط أكبر مظهر من مظاهر السخرية التى يتعامل بها كبار الضباط والوزراء مع الرئيس، ومشاريعه المطروحة للسكان، رغم خطورة الواقع الذى يمر به والتحدى الذى فرضه الشيوخ.
مساعى الرئيس الرامية إلى إقناع السكان بنجاعة التعديلات الدستورية، وشرح الخطوة التى أقدم عليها، تصطدم برغبة البعض فى إظهار مكانته المالية أو السياسية أو الدور الذى يلعبه فى القبيلة، دون شرح للتعديلات المطروحة للاستفتاء أو الرد على القضايا التى تثيرها القوى المناوئة للرجل، أو القيام بحراك فاعل ومنظم ومقنع لتعزيز جهود الحزب الحاكم وبعض أعضاء الحكومة
500 متظاهر وعدد من رموز القبائل والأحزاب ، حشد معتبر من المستفيدين من النظام، والمقتنعين أصلا بمشروعه، لكن أين الفقراء وضحايا ارتفاع الأسعار؟ والقوى الشبابية؟ والكتل القبلية المستهدفة بالتعديل بحكم القوة التصويتية لها، ولماذا التركيز على الحشد بدور الشباب وفنادق العاصمة بدل القيام بحملة إعلامية وسياسية مقنعة للرأي العام؟!.
بعض المتابعين لحراك الأغلبية الحالى شبهه بالأعراس الاجتماعية، حيث يميل العريس لحشد أكبر قدر ممكن من أصدقائه ومعاونيه، والظهور بمظهر المحورى فى الحلقة الضيقة المحيطة به.
ولعل إصرار البعض على البذخ والظهور ضمن حفنة من الفاعلين فى المجال الإقتصادى سيسهم فى رفع نسبة الناقمين على الاستفتاء، باعتباره يمثل محطة من محطات التدافع بين الممسكين بزمام العملية التجارية فى البلد، ومصدر تشتيت للقوى الداعمة للرئيس، ومظهر من مظاهر التفاخر بما جنته الأيدى من مال ونفوذ خلال سنوات الرئيس، رغم حربه المعلنة عن استغلال النفوذ والفساد المالى بموريتانيا.
الجوال ميديا