استقبل العلامة محمد المختار ولد امباله ، في مكتبه يوم الجمعة المنصرم 14/04/2017 وفدا مشتركا من حزب الله اللبناني و حزب الرفاه الموريتاني يضم على الخصوص السيدين علي حريري وعلي فواز المعنيين بالعلاقات العربية عن حزب الله والسيد محمد ولد فال رئيس حزب الرفاه الموريتاني.
جرى اللقاء بحضور الأمين العام للمجلس السيد إسلكو ولد محمدو وأعضاء الطاقم الإداري.
و رحب رئيس المجلس بالوفد وعبر لهم عن سعادته بهذه الزيارة متمنيا لهم حسن المقام والتوفيق، ثم تناول الكلام بعد ذلك السيد علي حريري وقد بين أن المذهب الشيعي بريء من الذين يسبون الصحابة رضوان الله عليهم وأن هؤلاء ما هم إلا أشخاص يخدمون مخططات وأجندات غربية.
كما بين السيد علي حريري أن الاختلاف في المذاهب مصدر ثراء وقوة ووحدة للمسلمين و ولا ينبغي أن يوظف سلبا من أجل الفرقة والفتنة.
ثم أردف قائلا: آمالنا كبيرة ونحن نمد أيدينا إليكم لنثبت معا جذور الوحدة الإسلامية كي نتجاوز العتمة وإن التعاون معكم كفيل بذلك. ثم وضح أن تجربتهم في لبنان يطبعها الصدق والإخلاص بين كافة العلماء الناشطين على مستوى التنظيمات التي تجمع علماء الأمة.
ثم توجه بدعوته لرئيس المجلس بأن يشرفهم في لبنان، فهم بحاجة ماسة إلى كل من يرعى الإسلام الحقيقي الصرف بعيدا عن الغلو والتطرف لاستعادة صورة الإسلام النقية، فالحفاظ على الإسلام مرتبط بوحدة الأمة وتماسكها ولذا فهم يمدون أيديهم إلى الجميع للتعاون من أجل تحقيق ذلك.
وأما السيد علي فواز فقد بين أنهم يسعون إلى التعرف على الشخصيات الصوفية في غرب إفريقيا قصد توثيق الصلات وبناء العلاقات الضرورية التي تمكن من الوقوف في وجه المد المناوئ للإسلام الصحيح.
ولذلك فقد التقوا بشخصيات صوفية وهم يودون استثمار هذه الكفاءات وتوظيفها للوقوف في وجه المد التكفيري.
وفي ما يخص مسألة سب الصحابة المأخوذة على المنهج الشيعي فقد أوضح السيد علي فواز أن الخاميني والسستاني يضعان سب الصحابة في خانة الكبائر وهو عمل إعلامي منحرف يستهدف كيان الأمة الإسلامية ووحدتها وتماسكها.
وبدوره تحدث رئيس حزب الرفاه الموريتاني السيد محمد ولد فال قائلا بأنه شاهد مرة في إحدى القنوات التلفزيونية شخصا وهو يشن حملة وقحة على السنة وقد اعترض على ذلك أمام إحدى الشخصيات اللبنانية الشيعية فرد عليه بأن تلك القناة تبث من ابريطانيا وهي تعمل من أجل زرع التفرقة والفتنة بين المسلمين وقد قدم إليه المسؤول اللبناني الشيعي فتوى تحرم سب الصحابة.
ثم علق السيد محمد ولد فال قائلا بأن هناك غلاة من كل الطرفين (السنة والشيعة ، وأن هناك وضعية تعيشها الأمة الإسلامية حاليا تتمثل في محاولات ومساعي تدميرها من الداخل ينبغي التعاون على التصدي لها ومحاربتها.
و أما رئيس المجلس فقد أوضح أنه ليس متعصبا للصوفية وإنما مهمته التقريب بين الطرق؛ فهو صديق للجميع، و يقدر محاسن الطرق وينبذ كل الشطحات كما يعتبر أن في كل طريقة ما هو صواب وما هو خطأ، ولذا فهو لا يحب أن يشارك في ما يمكن أن يقود إلى الفرقة والفتنة، وإنما الذي يحبذ هو العمل على إطفائها وسد الباب أمام كل ما من شأنه أن يقود إليها.
ثم أكد بأنه لا يقصي أحدا وهو ينفتح على جميع الطرق والطوائف و يفضل الحوار ويعتقد أن له بركة وأن القطيعة مذمومة.
فالتقريب بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم وطرقهم ينبغي أن يكون هو مسعى وهدف جميع العلماء وقادة الرأي في البلاد الإسلامية، فإسلام فيه دخن خير من عدمه ولذا ينبغي الالتزام بحدود الشرع والتحاكم إليه.
ثم ختم حديثه قائلا: إني لأرجو أن يهدينا الله إلى الصواب، وأن يلهمنا الرشد والسداد وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق.
وفي النهاية شكر رئيس المجلس الوفد الزائر ودعا للجميع بالتوفيق والسداد.
عن : موقع المجلس الأعلى للفتوى والمظالم