حــادثـــة إفـــك جـديـــدة تهــز قــرية انتــــامــرت
----------------------------------------------
أنشأها ولفق قصــتها المدعـــو: ابراهيم ولد بلال ولد رمظان
يـــــا إبراهيم: إن استهدافك المعـلن ، بهــذا الإفــك الــبين ، لهذه القــرية الطيبــة الطــاهــرة ، قــد سبقـــه استهــداف مكشوف لأطهـــر وأعــظم مــدن العـــالم ، ولم يزدها إلا قــوة وانتــصارا ، ولن نحتسبــه شرا لنا بل هو خير لنا كما قال تعالى: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم.).
وإن بطل قصتك التي زعمت وافتريت من دون بينة أو أي دعــوى تقبلها العقــول السليــمة لهو البطل الحقيقي بمعنى الكلمة لأنه شاب نشأ في طاعة الله ، حامل لكتابه العزيز ، مجاز فيه ، عامل بمقتضاه ، مؤتمر بأوامره منزجر بنواهيه ، وما قلته وزعمته في قصتك ، من الإفك والكذب ، قد قيل فيمن من هي خير مني ومنك ، وأنشأ قصتها من تشبهه ويشبهك ، ولكن.. عندي لك حل قد تخلع به عنك هذا الشبه وألبسك به تاجا خيرا من تاج عبد الله بن أبي ابن سلول الذي تأسيت به ، فخــذ منــي عهدا أن أسخر لك كل طــاقــاتي المادية والمعنوية ، وأن آخــذك إلى عين المكان ، لتجري تحقيقا أنت وعصبتك ، لكم فيه كامل الحريـة والوقـت ، ولن أبخل عليكم بأي جهد أو مساعدة اجتماعية أو معنوية أو مادية ، فإن أتيتني بالبينة الناصعة والحجة البالغة ، أو أربعة شهود عدول ، ألبستك تاج العز والوقار ، والصدق والاحترام ، وسلمناك بطل القصة بعد أن نلزمه الحد تنفيذا واتباعا لأوامر الله عز وجل ، وإن عجزت عن البينة أو الشهود ، فقد كشفت عن كذبك وافترائك ، ونفاقك وانخذالك ، وألزمت نفسك حد القذف ، ورسمت على جبينك وسم الشقاق والنفاق ... ولكن.. بعد أن عجزت عن البينة والشهود ، لك مني أيضا أن أسخر كل طاقاتي المادية من أجل الكشف عن بطل قصتك الخبيثة ، وإثبات حقيقتها المخفية ، وذلك بالبينة والشهود ، والفحوصات الطبية والوراثية التي ستثبت لك اتفاق البطل الإبن مع البطل الأب ، وسأجمع تلك الإثباتات والفحوصات وأجعلها فوق رأسك ، وألبسك عليها تاجا من النفاق والشقاق ، وأنقش لك عليه لقبك الذي تأسيت به ، وأقرأ عليك سورة النور ... التي نزلت بعد أن أنشأ صاحبك القصة ونشرها بين الناس ، فخاض فيها من خاض ، وصدقها المنافقون وكذبها المؤمنون....
والآن وبعد أن نشرت قصة الإفك فخاض فيها من خاض وصدقها متبعوك وكذبها كل مؤمن صدوق ، سأروي لكل الناس القصة الكاملة التي لا ريب فيها ولا تأثيم ، من غير تحريف ولا تشويه ولا نقصان ...
بدايــــة القـــصة
وبداية القصة هو أن السيدة صاحبة الذنب كانت أجيرة عند المرأة الصالحة حاملة كتاب الله العزيز وكانت تدرسها القرآن الكريم وتطعمها وتكسوها ، وتحن لها وترعاها ، وذات يوم وبعد أن تجاوزت سن البلوغ استمعت جارة المرأة الصالحة لمكالمة عاطفية تجريها صاحبة الذنب مع رجل قد ذكرت له أنها تشتاق إليه وإلى لقائه .. فبادرت الجارة إلى المرأة الصالحة وأخبرتها الخبر ، فأخذت المرأة الصالحة بيد أخت صاحبة الذنب وأخبرتها وحذرتها ونصحتها بأن تشدد على أختها وأن تنزع منها الهاتف ، فلم تأبه الأخت بهذه التحذيرات وأطلقت العنان لأختها ، وبعد أن ظهرت بوادر الحمل ولم يكن هناك سبيل لإخفائه ، استغرق الأخ الحقود الذي تولى كبره ـ القذف ـ منهم في التفكير ، وظن أنه سينتقم لأحقاده ، فألصق التهمة من دون أي شاهد عدل أو غير عدل ، ولا بينة ولا حجة مقبولة ، بشاب بريء حامل لكتاب الله العزيز يشهد له القاصي والداني وكل رفاقه وأصدقائه بالاستقامة والتدين ، ولم يتبصر في ذلك إلا على دعوى سخيفة لا ترقى لحد يقبله المنطق أو العقل ، فادعى أنه ضرب أخته حتى قالت له إن المتهم البريء هو الذي اعتدى عليها في وضح النهار وبين الديار المفتوحة في قرية لا يكاد يميز الناظر ما في باطنها من ظاهرها ، ولم يدرك الأخ المسكين أن صاحبة الذنب غير مصدقة في دعواها ، ولم يسمع أيضا: (أن لا يصدق أحد على دعواه ولو كان عمر) ، ولم يدرك أيضا إلزامه شرعا بالشهود الأربع ، وإن تخلف واحد منهم جلدوا كلهم بحد القذف ، ولم يدرك أيضا أن القانون إذا لم يثبت إدانة المتهم البريء ، فإنه قد أصبح مدانا بحكم القانون...
وللحيلولة دون وقوع هذا أو ذاك ، قام المجتمع المسلم المحافظ بمحاولة التستر على هذه الفاحشة العظيمة مصداقا لقوله تعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم) وقوله صلى الله عليه وسلم: (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة) والستر أولى على ما ظهر مما هو مشكوك فيه فأراد المجتمع من صاحبة الذنب أن تستتر بستر الله كما جاء في الحديث: (من أتى شيئا من هذه القاذورات فليستتر بستر الله) وأن لا يشهر بها ولا تشاع فاحشتها ، والابتعاد عن اتهام أي شخص أيا كان من دون دليل أو إثبات شرعي.. ولو أن المجتمع حصل على أي أدلة ثبت اتهام المتهم البريء لكان أول من ينفر منه ، ويبتعد عنه ، ولن يتستر أو يقف دون تنفيذ أي حد من حدود الله ...
لكن تبين للمجتمع أن هذا أمر دبر بليل .. وأن فيه أيادي خفية تديره ، فتوكل على الله وعلم علم اليقين أن الخير كل الخير فيما اختار الله ، وأودع ابنه البريء لخالقه في مخفر الشرطة ، وهو يردد قوله تعالى: (فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها) وتركوا الأخ الحقود في حقده وغفلته ، وابتدءوا في استغفار خالقهم والتضرع إليه بالدعاء أن يفرج كربهم وينصرهم على غيرهم ، فجاءت الاستجابة من خالق السماوات والأرض ، وفي نفس الليلة التي كان المتهم البريء سيبيت فيها عند الشرطة ، أنطق الله صاحبة الذنب بالحق ، وقالت للشرطة إنها تخاف من أخيها إن أخبرتهم بالحقيقة ، لكنها أخبرتهم بأن لديها صاحب وأنها تحبه وترغب في الزواج منه ، وتحت إغراءات الشرطة بموضوع الزواج أخبرتهم بكل التفاصيل من أماكن اللقاءات المتكررة ورقم الهاتف واسم صاحبها ، وفي نفس الليلة تم القبض على المتهم الثاني الذي اعترف فورا بأنه يحبها ويريد الزواج فعلا منها... وفي نفس الليلة أيضا تم إطلاق المتهم البريء من دون أي تدخل من أي بشر ، وتمت تبرئته في محاضر الشرطة ، لكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ، وأن يظهر تلك الأيادي الخفية ، وأن يدفع كيدهم في نحورهم ... وينصره عليهم.
فأصبحوا يرجفون في المدينة ويشيعون الأكاذيب ، ويتأولون بالأقاويل ، وانقلب السحر على الساحر.... فهجموا على الشرطة واتهموها فيما أصابت من الحق البين والحجة البالغة ، وطلبوا إحالة الملف إلى محكمة العدل ، ولم يدركوا من غبائهم أن الحق لا يتبدل ولا يتغير ، والباطل لا يدمغ الحق ولا يعلو عليه ، فاتجهوا جميعا إلى محكمة العدل ، وفي الطريق كان المتهم البريء يريحهم بتلاوات عطرة من كتاب الله عز وجل حتى وصلوا قصر العدل بولاية اترارزة ، حيث كان في استقبالهم محام من حركة إيرا ، سيشهد بنفسه على الجلسات التي ستجرى عند وكيل الجمهورية وقاضي التحقيق ، ولم يبخلوا قبل ذلك من تأطير صاحبة الذنب وتحذيرها من الاعترافات السابقة وأن تنفيها نفيا قطعيا ، لكن يأبى الله عن ذلك ، وعندما دخلت على الوكيل بدأت في التفكير في النفي فاعترفت بأشخاص آخرين قبل أن تنفيهم مجددا ، وبعدها بدأت تعترف بالحق الذي لا ريب فيه ، وعندما دخل المتهم الثاني بدأ بالتذبذب بين الإنكار والاعتراف ، وكانت هناك فعلا لقاءات ومكالمات .. وعندما دخل المتهم البريء ، كان صامدا على الحق لا يتزحزح ، ونفس الكلمات التي قالها للشرطة هي التي قالها للوكيل ، وهي أنه مستعد لكل الفحوصات والتحاليل الطبية ، وأن لا علاقة له بهذا الأمر إطلاقا ، وأنه متسائل عن إيجاد شاهد واحد على الأقل ، أو أي دليل كلامي أو فعلي سواء من شركة اتصالات أو غيرها يثبت تورطه في القضية.
وهنا طلبوا إحالة الملف إلى قاضي التحقيق وتم لهم ذلك ، ولكنهم وجدوا نفس الحقيقة الصادمة...
بعدها طلبوا أيضا إيداع المتهمين في السجن المدني وفتح باب التحقيق من جديد ، فتم لهم ذلك أيضا ... ولكن يا ترى.. هل يتغير الحق ويعلو الباطـــل...! (قل جاء الحق وزهق الباطــل إن البــاطل كان زهــوقا)
والسلام على من اتبع الهدى.
Ahmedou Rabani