منذ تجديد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز نيته عدم الترشح لمأمورية ثالثة , وإعلانه عن دعم مرشح في الإستحقاقات القادمة 2019 ,أصبح الجدل محتدما في الأوساط السياسية والإعلامية حول من سيخلف الرئيس ولد عبد العزيز في منصبه.
حيث ذهب البعض إلى السناريو الروسي , وهو ما أستبعده الرئيس نفسه خلال رده على سؤال قبل فترة في إحدى زياراته للداخل.
وذهب البعض إلى أن الرئيس بهذه الخطوة ربما يعيد ترتيب البيت الداخلي ليس إلا.
ولم يستبعد كثير من المراقبين للشأن الوطني أن يكون إستدعاء رئيس الحزب الحاكم السابق وسفير موريتانيا في الرياض محمد محمود ولد محمد الأمين الى نواكشوط هو ما فتح الباب أمام نقاش كبير في الساحة السياسية حول توقيت إستدعائه، خصوصا في ظل أهمية الرجل بالنسبة لنظام الرئيس الموريتاني وإحتمال تكليفه بمهمات رفيعة تقود لترتيبات ما بعد 2019.
ولد محمد الأمين هو مدير المدرسة الوطنية للادارة في حكم الرئيس الموريتاني الأسبق معاولة ولد الطائع الذي تمكن من الصعود الى الواجهة في ظرف سياسي دقيق من تاريخ الدولة الموريتانية.
وشغل السفير السابق في الرياض حقائب وزارية في حقبة الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله، كان آخرها منصب وزير الدفاع.
وبعدها تولى ولد محمد الأمين رئاسة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم اغسطس 2009 بتكليف من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في بداية مأموريته الأولى التي أعقبت اتفاق داكار الشهير يونيو 2019 الذي ساهم في حلحلة الأوضاع السياسية في البلاد بعد عام من الإطاحة بالرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله بانقلاب عسكري.
وكان ولد محمد لمين قد دخل البرلمان بعد أن قاد مرشحي حزبه فى النيابيات الأخيرة، قبل أن يتم اعفاؤه قبل رئاسيات 2014، وتعيين مدير ديوان الرئيس الموريتاني حينها اسلكو ولد احمد إزيد بيه وزير الخارجية الحالي خلفا له، وتعيينه حينها سفيرا لموريتانيا في المملكة العربية السعودية حتى تاريخ استدعائه قبل فترة قصيرة.
ومن المحتمل أن يتم تكليف ولد محمد الامين بإدارة ملفات مهمة -لم تتضح طبيعتها بعد- يكون لها تأثير مباشر على التحولات السياسية في أفق 2019.
وولد محمد الأمين هو شخص مقرب من قائد أركان الجيوش الفريق محمد ولد الغزواني، الرجل القوي الذي يدير المؤسسة العسكرية والقريب من الرئيس الموريتاني.
ويرجح المحللون للشأن السياسي الموريتاين أن ولد محمد الامين قد يكون أحد أهم المرشحين لخلافة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بعد نهاية مأموريته الثانية، وبالتالي فان توقيت استدعائه لنواكشوط قد يحمل بوادر لإعادة البناء أو ترتيب أوراق داخلية مهمة بالتزامن مع التحضيرات لدورة برلمانية طارئية معنية أساسا بموضوع التعديلات الدستورية المثيرة للجدل.
آفاق+ الحرة