حشود غفيرة غير مستثقلة ولا مستطيلة تدفقت من كل فج ايمانا واحتسابا وطيبة بنصرة خير البرية خرجت دون قيود تعوقها أو حذر يؤدي إلي تعثرها.
كانت مشاهد تلك الحشود التي تتدافع ذودا عن عرض سيد البشر الذي بلغ الكمال الانساني في الشمائل؛ يثلج الصدر؛ ويسر الخاطر؛ ويبعث الأمل بأن الأمة بخير.
لكن يبدوا أن لبنة تلك الحشود كانت لينة نيئة؛ ما جعلها بيئة خصبة لأن يمتطي صهوة هدفها النبيل سحرة أشعلوا لها الشموع؛ ليغيروا بسبق اصرار وترصد اتجاه بوصلتها؛ وليحرفوا مسارها؛ ويشوهوا حراكها .
اليوم هبت العواصف بما لا تشتهي السفن الشراعية لمن ركبوا موجة النصرة وبدأ التفتيش في النوايا كل ينادي بما آتاه الله من بلاغة علي الطرف المناوئ له أخرج من حراك النصرة مذءوما مدحورا
وكخلاصة لما تقدم وبالاستقراء البريء كان في حراك النصرة من يمط سيقان الحشود كي تلائم السرير الذي يمددهم عليه؛ لكن هذه الوصفة فاقمت الداء بدلا من شفائه؛ و كشفت أن هناك من يحرص على أن يزرع حنظلا وعليه أن لا يتوقع أن يقطف ياسمين.
Eli Bekay