الحرة : السلام عليكم المهندس الشاب النهاه خيري مرحبا بكم في هذه المقابلة المقتضبة مع موقع الحرة للأخبار .
بداية من هو النهاه خيري وماهي علاقته بالعمل الجمعوي والسياسي وكيف يوافق بينهم.؟
النهاه :أنا النهاه باب خيري من موليد 16/09/1988 في توجنين حاصل علي ماستير2 في كيمياء المياه و البيئة، عشت طفولتي كلها في مقاطعة توجنيني-ولاية النواكشوط الشمالية و أعشق كل ركن من هذه المقاطعة من " الرابع و العشرين وحتي أسبيخة مرورا بأنبت عشرة " لا أتذكر من طفولتي الكثير بدأت مراحلي الدرسية في مدرسة "عمار ابن ياسر" ثم "اعدادية المقبره" و "وثانوية توجنين" ومازلت أقطن في نفس المقاطعة.
من هوات الكتابة الصحفية -مع بعدها تمام عن تخصصي- و العمل الجموعوي و الثقافي و الخيري كنت ناشط في أندية و روابط ثقافية في مرحلة الإعدادية و الثانوية لكن بسبب الخجل و صغر السن كنت أتوارا عن الأنظار دائما، أكتب و أحتفظ بكتاباتي حتي وصلت الجامعة هناك بدأت أكتب و أقرأ الكتب و ألقي محاضرات قصيرة علي زملائي في الدراسة.
حاليا عضو و قيادي في روابط و جمعيات متخصصة في البطالة، المغتربين و حتي العمل الخيري ونشرت لي مقالات عدة عن البطالة، الشباب، السياسة, عاطل عن العمل منذ تخرجي قبل ثلاث سنين.
أما عن العمل السياسي فلم أنتمي إلي أي جهة سياسية قط بسبب إعتقادي التام أن الأحزاب تنظر إلي الشباب كوقود حيوي للإنتخابات فقط.
لكن منذ سنتين تقريبا راودتني فكرة تأسيس كتلة سياسية مع مجموعة من الأصدقاء تحت اسم " الكتلة الشبابية لتجديد الطبقة السياسية" و انتخبوني رئيسا لها وهي الآن في مراحلها الأخيرة وستطلق أنشطتها في أحد الفنادق قريبا ان شاءالله.
الحرة : كيف يرى النهاه الشباب الموريتاني ،وهل فعلا تم إشراك الشباب في العملية السياسية وصناعة القرار في ظل النظام الحالي مقارنة مع الأنظمة السابقة. ؟
النهاه: نظرتي للشباب الموريتاني هي أنني أؤمن إيمانا كاملا بأن هذه الفئة و التي تمثل أكثر من 70% من المجتمع إذا هيأت لها الوسائل المناسبة و الأرضية الصلبة قادرة علي التغيير في جميع المجالات الثقافية، السياسية ، الإجتماعية والإقتصادية.
أما فيما يخص النظام الحالي فلا يمكن أن ننكر أنه حدثت مكتسبات حقيقية و ملموسة للشباب الموريتاني من استحداث المجلس الأعلي للشباب و هو هيئة دستورية تابعة لرئاسة الجمهورية يجب الحفاظ عليها كمكسب مستدام للشباب الموريتاني، إلي التعيينات الملاحظة في السنوات الأخيرة.
حيث كان ينظر للشباب ككل و الشابة بشكل خاص بالدونية و عدم الأهلية، وكانت التعيينات في الأنظمة السابقة محصورة في بعض النساء اللواتي يعاد انتاجهن مع كل نظام جديد (نفس الوجوه) بطرق قبيلية ملتوية و تقليدية معروفة لدى الجميع، أما في ظل النظام الحالي فنجد أنها وصلت للوزارات و للبرلمان.
هذه المكتسبات مع انها غير كافية و أكثر مايعاب عليها هو ملف تشغيل الشباب الذي لم يتحرك من مكانه حتي الآن إلا أنها تذكر فتشكر لصاحب الفضل فيها رئيس الجمهورية محمد ولد عبدالعزيز.
الحرة : رأي المهندس النهاه في الربيع العربي، وهل استفاد الشباب الموريتاني من تلك التجربة ،رغم أنها لم تصل إلى موريتانيا.؟
النهاه : أما رؤيتي للربيع العربي هي أنه جاء بعد طول مخاض في الساحة الشبابية العربية و بشكل عفوي جدا، هذ الشباب المهمش و المطحون و العاطل عن العمل، أبناء الفقراء و الطبقة الوسطي و هذا ماننحذر منه دائما في كتاباتنا و هو أن استمرار التمركز الحاصل للثروة و الوظائف لايمكن أن يستمر فهو المصدر الأساسي للقلاقل في البلدان، لكن مع الأسف فشل هذ الربيع أو أفشل علي الأصح في بعض الدول وتحول في بعضها إلي حروب أهلية بسبب عدم نضج الثوار و أيضا عدم خبرة الذين و صلوا إلي الحكم بعد الثورات و الثورات المضادة التي دعمتها بعض الدول خوف من هذه الموجات الشعبية و استفادة الشباب الموريتاني من هذه التجربة هو أن الشرارة إذا انطلقت لايمكن التحكم فيها أبدا.
وبخصوص أنه لم يصل لموريتانيا لأن هناك عامل أساسي لهذه التحركات الثورية و هو الكبت و عدم حرية الإعلام و هذا العامل لا يتوفر في موريتانيا خاصة بعد تحرير الفضاء السمعي البصري و هو ماجعلها لم تتأثر بموجات هذ الربيع.
الحرة: ماهو الدور الذي يمكن أن يلعبه الشباب في هذه المرحلة في بناء البلد؟.
النهاه : في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلد يمكن أن يلعب الشباب دورا مهما و رئيسيا في جميع المجالات الثقافية، الإجتماعية، السياسية و الإقتصادية.
فالشباب هو من له القدرة علي التحرك لتوعية الشباب من المخاطر الجمة التي يتعرض لها مثل الإرهاب و المخدرات و الجريمة المنظمة و حتي التحديات الدخيلة علي المجتمع مثل القتل و الإغتصاب .........الخ.
من خلال العمل التطوعي في النوادي و الروابط الثقافية في المدارس و الإعداديات و الثانويات و أيضا الإتحادات الطلابية في الجامعات و المعاهد.
و في الميدان الإجتماعي من خلال جمعيات المجتمع المدني الناشطة في مختلف هذه التحديات وخاصة المرتبطة بالأم و الطفل.
أما الميدان السياسي فكنت أول شاب يطالب بإعتماد لائحة و طنية خاصة بالشباب في الإستحقاقات الإنتخابية الوطنية فوجود الشباب في المنابر التشريعية سيؤدي به إلي أن تكون قضاياه في واجهة الأحداث وحتي أنه سوف يخلق لنا طبقة سياسية شابة لديها القدرة علي التشريع و المراقبة و تجديد الطبقة السياسية من خلال ذلك.
أما الاقتصاد فمن المعروف أن سواعد الشباب هي القوة المحركة لإقتصاديات البلدان النامية و الفتية و التي منها بلادنا.
الحرة : بوصفكم مشارك مستقل في الحوار الوطني الشامل كيف تقيمون مخرجاته ،وماهي رسالتكم للأحزاب المقاطعة، ؟.
النهاه : أما فيما يخص الحوار الوطني الشامل الأخير فقد شاركت فيه كمستقل تلبيتا لنداء رئيس الجمهورية للشباب حيث طالبت بلائحة وطنية للشباب ومازلت أطالب بها و أجد أنها ضرورية في هذه المرحلة، و أجريت عدة مقابلات مع صحف ، إذاعات، قنوات تلفزيونية و مواقع آلكترونية لتسويق الفكرة للأحزاب وكتبت مقالة تحت عنوان ''الشباب و المقاربة الأبوية" أشرح فيها مزايا هذه لائحة.
ومن هنا يأتي تقييمي لمخرجات الحوار و التي أجد أنها مهمة جدا حيث شاركنا كشباب في صياغتها و أنها إذا طبقت سوف تكون نقلة نوعية في تاريخ البلد و تغييرا استراتيجيا قل مثيله في دول العالم الثالث فالدول لاتقوم علي الثبات و إنما علي التغيير و التحسين الدائمين.
أما الأحزاب المقاطعة فلايهمني منها إلا شبابها إذ أدعوه لتجاوز الأديولوجيات العقيمة لهذه الأحزاب و التي أكل الزمن عليها و شرب والتي مازلت تتعامل مع الوضع بعقلية السبعينات والإنضمام لركب سائر بموريتانيا الي المجد بقياده رئيس الجمهورية محمد ولد عبدالعزيز.
الحرة : ماهو مستقبل الوحدة الوطنية في موريتانيا في ظل الحراك الاجتماعي الحاصل؟.
النهاه : أما الحراك الاجتماعي الحاصل اليوم فأجد أنه من أحسن ماحصل في موريتانيا منذ الإستقلال و حتي الآن، حيث أدى إلي إعتزاز الكل بالشريحة التي ينتمي إليها مقتنعا بذاته و يقول أنا هنا لم يعد يحس بنقص أو الدونية عند ذكر شريحته، ذلك أن الإنسان إذا لم يتقبل نفسه أولا و يقتنع به فكيف يقنع الأخر بإحترامه و تقديره علي ذلك الأساس.
أما المسقبل فنجد أن التحديات شاملة للموريتانيين جميعا.
الحرة : كيف يمكن رسم خريطة واضحة المعالم أمام التحديات والعوائق التي تقف في وجه الشباب حتى يندمج في الحياة العامة؟.
النهاه : إن النسبة الكبيرة لحملة الشهادات العليا العاطلين عن العمل يعكس أن البطالة هي التحدي الأول و العائق الأصعب لولوج الشباب في الحياة العامة، فالولوج إلي الوظيفة اليوم مع الأسف يحتاج إلي وزير أو نائب أو جنرال أو مدير...... الخ
مما يقصي أبناء الطبقات الفقيرة و المتوسطة الأكثر تمدرس في البلد، ناهيك عن شباب آدوابة و لكصور حيث موريتانيا الأعماق الغالبية الغير متعلمة، حيث من غير المسموح نسيانهم من أي تحرك إتجاه الشباب، و من أكبر تحدياتهم التعليم، الفقر، الصحة وعدم الوعي.
ومن هذ المنبر أناشد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز التعجيل بوضع إستراتيجية واضحة المعالم لتشغيل الشباب، خاصة أن فخامتكم توجهت إلي مشاكل كانت مستعصية علي الحل و وجدت لها حلول شاملة و جريئة مثل مشكلة (الكّزرات، طب الأنكولوجيا، أفطوط الساحلي ......إلخ).
ثانيا غياب الشباب عن مفاصل الدولة الحقيقية، و عدم الإنصاف الذي يحس به الشباب في الجانب السياسي و حتي عدم دعمه لإستحداث أحزاب و تكتلات بفكر شبابي بعيد عن الرؤية القاصرة للأحزاب السياسية الموجودة علي الساحة و إزدرائها للشباب.
الحرة: الشباب الموريتاني والعمل السياسي أي صلة؟.
النهاه :إن الصلة بين الشباب الموريتاني و العمل السياسي حاليا هي الإستقلال التام لقدراته من طرف الأحزاب دون أي مراعات لطموحه و النظر إليه كزائدة دودية فقط، مع أنه هو الوحيد القادر علي الفعل علي الأرض.
فلن تجد اليوم شاب تنقل في مفاصل حزب معين من منتسب و حتي وصل إلي المكتب التنفيذي لذلك الحزب، بسبب التهميش الحاصل والنظرة الدائمة إليه بعدم الخبرة حتي و إن شاب في السياسة فكل شيئ في هذ البلد يتقاعد إلا السياسيين.
الحرة: المهندس الشاب النهاه خيري شكرا لكم ونثمن لكم هذا الوقت الذي خصصتم لنا للرد على هذه التساؤلات.
النهاه: شكرا لكم أيضا على الفرصة التي أتحتم لنا.