في تطور جديد للعلاقات المغربية الموريتانية، كشفت تقارير صحافية تنسيقا بين الرباط ونواكشوط من أجل القيام بوساطة لحل أزمة نتائج الانتخابات الرئاسية في غامبيا، بعد أكثر من شهر من إعلانها.
وكشفت مصادر صحافية أن الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة، التقى مؤخرا وزير الخارجية والتعاون الموريتاني، إسلكو ولد أحمد إزيد بيه، وناقشا عددا من القضايا، من بينها الأزمة الغامبية؛ فيما ينتظر أن يتقوى هذا التنسيق بعد عودة الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، من عطلته التي قضاها في منطقة الزويرات.
ويرى عبد الفتاح الفاتيحي، الخبير في العلاقات الدولية، أنه "يمكن ربط هذا التحرك بموريتانيا؛ فيما يبقى المؤكد أن المغرب معني بأمن واستقرار منطقة الغرب الإفريقي سياسيا واقتصاديا، لاسيما أنه يعد المستثمر الأول في المنطقة، كما أن نجاحاته الاقتصادية يجب أن تتعزز بدعم الاستقرار السياسي هناك".
وقال الفاتيحي، في تصريح لهسبريس، إن "هذه المؤشرات تعد الأولى حول مسارعة المغرب إلى قيادة مصالحة في إفريقيا الغربية"، وزاد: "للمغرب أن يطلب دعما من أي جهة يرى فيها احتراما ييسر إمكانية قيادة عملية تطبيع سياسي بهذه الدولة؛ ما يرجح فرضية التنسيق السياسي بين المملكة وموريتانيا للعمل على إسناد غامبيا حتى تتجاوز أزمتها السياسية".
وفي وقت أشار إلى احتمال أن يكون للمغرب وموريتانيا الرؤية نفسها في تقوية نفوذهما على مستوى إفريقيا الغربية، اعتبر الفاتيحي أن نواكشوط معنية باندماج سياسي واقتصادي كبير بمصاحبة الرباط، وزاد: "كما أن عودة تسخين القنوات الدبلوماسية بين البلدين عقب تصريحات شباط من شأنها أن تدعم هذا التوجه".
وتابع المتحدث ذاته التأكيد أن "دفوعات المغرب أمام الأفارقة كانت اقتصادية؛ بالنظر إلى حجم ما قدمه في إفريقيا الغربية، وكذا ما سيقدمه لكل إفريقيا بعد زيارة الملك الأخيرة؛ إلا أن نفوذه هذا لا بد أن يتواصل سياسيا؛ وهو بذلك يقدم إستراتيجية عودته إلى الفضاء السياسي للاتحاد الأفريقي"، مضيفا أنه "بإمكان المغرب قيادة فعل سياسي مع جيرانه لإسناد الاستقرار السياسي في إفريقيا الغربية، مدعوما بنفوذه الاقتصادي ومسنودا بجاره الموريتاني"، على حد قوله.
واستنادا إلى ذلك، يضيف عبد الفتاح الفاتيحي، فإن "المغرب يحظى بتقدير جزء مهم من دول إفريقيا الغربية، ويحيد شكوك موريتانيا في دعم عودته، وينال دعما في إفريقيا الشرقية، أو على الأقل يعزل دولا عن الموقف الجزائري والجنوب إفريقي، وهو ما يمهد لعودته إلى الاتحاد الإفريقي بقوة تمدده الجيواقتصادي والجيوسياسي".
هيس بريس