أجرى السفير الأمريكي في انواكشوط لاري اندري مساء أمس مؤتمرا صحفيا مع مجموعة من صحافة تيرس زمور تمثل مواقع تصدر من الولاية ومراسلين لمواقع وطنية وذلك على هامش زيارته لازويرات التي بدأت يوم أمس حيث تحدث عن مجمل القضايا التي تثار حول السفارة الأمريكية بانواكشوط ردا على اسئلة الصحفيين ومن أهمها توضيح حول التحذير الأخير الذي صدر من السفارة الأمريكية للرعايا الأمريكيين وكذا الأهداف من زيارته لازويرات وعن الجدل الذي يثير السفير نسفه من خلال جولاته المتكررة داخل البلاد فضلا عن موقف من محاكمة سجناء ايرا في ازويرات وقضايا أخرى.
وفيما يلي نص أسئلة صحفيي تيرس زمور وردود السفير عليها:
سؤال:ما هو الهدف من الزيارة؟
السفير الأمريكي:شكرا على هذا السؤال الذي يتيح لي الفرصة لأعبر عن شكري لعمال وإدارة شركة اسنيم على الجهود الكبيرة التي بذلوها من أجل نجاح هذه الرحلة والتي كنت فيها رفقة 10 من طاقم السفارة..إذن لماذا للمرة الثانية في ازويرات؟ لأنه لدينا اهتمام كبير بالإسهامات الكبيرة لشركة اسنيم في اقتصاد هذا البلد ،ولقد اطلعت على منشآت اسنيم في انواذيب ومنذ وجودي هنا لأول مرة اطلعت على منشآت الإنتاج بازويرات.
اما الآن فالهدف منها أنني اردت ان أطلع على السكة الحديدية لأمرين و هما ان وجود المنشآت في انواذيب و المناجم في ازويرات ليست له قيمة من دون وجود السكة الحديدية و عليه اردت ان ارى القطار الأطول في العالم اما الأمر الثاني انه كان لي لقاء مع سلف سلفي سعادة السفير مارك بلوار الذي قال لي انه خلال سنواته الثلاثة في موريتانيا كان من أجمل ذكرياته الرحلة التي قام بها على متن القطار الرابط بين انواذيب وازويرات.وبالنسبة لي فقد حيث اعجبت بالمناطق الصحراوية الخلابة و رأيت النجوم ليلا في الصحراء في مشهد رائع يختلف عن رؤيتها في المدن.
سؤال:ما هي الرسالة التي تريد أرسالها الى الشعب الأمريكي من خلال هذه الرحلة ؟
السفير الأمريكي:بالنسبة لنا لا توجد مناطق حمراء في البلاد لكن من الواجب علينا أن نبلغ مواطنينا و خصوصا الأمريكيين القاطنين في موريتانيا بالظروف الأمنية في موريتانيا ونحن نقر بأن هذا البلد آمن منذ أزيد من خمس سنوات .أنا اسافر مرارا في هذا البلد رفقة زوجتي وعندنا نقول ان الكلام الجميل لا يعبر عن الواقع وإنما الأفعال هي التي تعبر حقيقة الأشياء فح سافرنا مرارا في هذا البلد مرتي الى الحوض الشرقي وثلاث مرات إلى كيفة ومرتين هنا في ازويرات ولن نتوقف عن ولو كان البلد غير آمن لما كان بإمكاني القيام بذلك والحكومة الأمريكية تقر بان البلد آمن منذ أزيد من خمس سنوات وقد كانت هناك مشاكل في فترات معينة لكن البلاد تجاوزت ذلك .
سؤال:ماهي الأسباب وراء البيان التحذيري الذي اصدرته السفارة الأمريكية الى رعاياها في موريتانيا؟
السفير الأمريكي:كما قلت قبل قليل فإن من واجبي القانوني أن أشعر مواطنينا في موريتانيا حول الظروف الأمنية في البلاد وقد حذرناهم من الوضعية الأمنية في انواكشوط فقط من حيث ارتفاع مستوى الجريمة والكل في انواكشوط يعرف ذلك والسلطات الموريتانية تبذل جهودا في سبيل التخفيف من ذلك ونأمل في الوقت القريب أن يتم علاج تلك الوضعية وفي انتظار ذلك فإن من واجبنا ان نحذر رعايانا وقدر ارسلنا التحذير لهم عن طريق الرسائل النصية فقط ولم نصدر بيانا صحفيا بذلك والتحذير يتعلق فقط بنواكشوط وليس بباقي البلاد
وظاهرة ارتفاع مستوى الجريمة تقع في كل أماكن العالم ومنها بلدنا حتى.
سؤال :تحدثت أوساط صحفية سابقا عن تحالف بين سفارات غربية لإسقاط نظام الرئيس ولد عبد العزيز قبل انتهاء مأموريته .ما ردكم على ذلك؟
السفير الأمريكي:قرأت هذه التقارير والولايات المتحدة بلد صديق للشعب الموريتاني وشريك مهم وفكرة اننا هنا من اجل زعزعة الإستقرار هي فكرة مضحكة ونحن نريد أن نرى موريتانيا رائدة ومستقرة ،وقد أعلنا مرارا تقديرنا لما يقوم به فخامة الرئيس من خطوات متقدمة من أجل الرقي والديمقراطية .
وسيكون لأول مرة في تاريخ موريتانيا أن يقوم رئيس منتخب بتسليم السلطة الى رئيس منتخب آخر وهذه خطوة كبيرة في تقدم البلاد.
وبعد خطاب الرئيس الأخير أدليت بتصريح أعربت فيه عن تقديري لما قام به الرئيس وان موريتانيا خطت خطوة جبارة الى الأمام .
سؤال: منذ أيام في ازويرات مناضلون وقياديون في حركة ايرا حوكموا في استئناف برأ 10 منهم وثلاثة خفف بحقهم فماهو تعليقكم على ذلك وماهو موقف الولايات المتحدة من وضعية حقوق الإنسان في موريتانيا وما تقوم به إيرا في موريتانيا؟
السفير الأمريكي: فيما يتعلق بالمحاكمة ليس لي الكثير لأقوله فالمحاكَمون منهم من هو من إيرا ومن من هو من خارجها وهم يحاكمون بعد مظاهرات عنيفة خلفت بعض الأضرار المادية وجروحا.
ومن الطبيعي ان تتم محاكمة المخالفين كما في جميع الدول الديمقراطية في العالم.
والسلطات القضائية الموريتانية قامت بعملها ونهنئها على ذلك .
وفيما يتعلق بالعبودية فهي عبارة عن استغلال انسان لإنسان آخر وهذا يحدث في جميع مجتمعات العالم بما في ذلك مجتمعنا.
وحتى بعد التحرير ومحو العبودية في المجتمعات التقليدية تبقى مخلفاتها لمدة طويلة ونحن قضينا على العبودية منذ 150 سنة والمخلفات ما تزال موجودة إلى اليوم ولست هنا لأنفي وجودها .
ومحاربة العبودية ليست مسؤولية الحكومة وحدها وإنما مسؤولية المجتمع ككل من أجل مستقبل أفضل للجميع.
وقد لاحظت من وصولي الى هذه لبلاد قبل نحو سنتين العديد من الخطوات التي قامت بها الحكومة للحد من العبودية حيث حققت تقدما مهما في القوانين في 2015 كما وضعوا خارطة طريق وهم في إطار تطبيق إجراءات خارطة الطريق هذه كما أنشأوا محكمة مناهضة العبودية في النعمة والتي عرضت عليها بعض قضايا العبودية إضافة الى محكمة أخرى في انواكشوط وحسب برنامج الحكومة سيستحدثون نفس الشيئ في انواذيب.
ونحن رأينا خطوات الحكومة في مواجهة هذه الظاهرة والحد من آثارها وهذا يأخذ وقتا .
وبالنسبة لي فقد عملت في افريقيا منذ 1983 وبدأت مسيرتي في السنغال مع فريق السلام في قرية صغيرة من الولف ب 250 ساكنا في وسط السنغال ورأيت هناك منذ 32 سنة حالات عبودية والناس هناك أرادوا قول عكس ذلك وهذا واضح.
وكنت مصدوما عندما رأيت ان مثل هذا مازال موجودا في العالم ومنذ ذلك الحين عشت 30 سنة في افريقيا وأردت أن أرى تحسنا إيجابيا في البلدان الإفريقية ومنها موريتانيا.
وهذه المجتمعات ماضية في مواجهة هذه الظاهرة بعضها بوتيرة أسرع وبعضها بوتيرة أبطأ .
وزوجتي هي من النيجر وقد قال لي صهري أن اباه كان لديه عبيد في القرية في النيجر فهذه الظاهرة موجودة لكنها اقل بكثير من الماضي.
وعندنا في الولايات المتحدة تقع سنويا حالات من العبودية الحديثة وتتخذ السلطات إجراءات لمواجهتها وتحال الى المحاكم. فهذه الظاهرة عالمية وتجب مواجهتها.
ويجب هنا ملاحظة أن هناك بعض من يستغل هذه الظاهرة لأغراض سياسية وإذا كنا واقعيين ونريد أن نقطع خطوة إلى الأمام من أجل التخلص من هذه الظاهرة يجب علينا ان نعمل سويا العلماء والقادة السياسيون والحكومة والزعماء التقليديون وكل قطاعات المجتمع يجب ان تعمل معا.
سؤال: تم في الآونة الأخيرة تداول شائعات عن مساعي بعض الجهات لتقسيم البلاد وعلاقتها ببعض السفارات الغربية فماهو ردكم على ذلك؟
السفير الأمريكي: الحكومة الأمريكية تسعى لصالح موريتانيا موحدة ومزدهرة ومستقرة وأقولها مرة أخرى موريتانيا موحدة ومزدهرة.
وأنا أرى أوجه تشابه بين الشعبين الموريتاني والأمريكي من حيث التنوع وفي مجتمعنا نركز على القيم المشتركة مع احترام التنوع والخصوصيات للمكونات الإجتماعية وبهذا نحدث تقدما وهذا ليس سهلا.
ولا أرى ان التفكير في تقسيم البلاد سيحفظ مصالح الشعب الموريتاني .
وقد سافرت الى أنحاء موريتانيا وقابلت مختلف أنواع الطيف الموريتاني ولم ألاحظ مثل هذا التفكير وإذا كان موجودا فهو لدى جزء قليل من المجتمع .
وأنا كممثل للرئيس الأمريكي وللحكومة الأمريكية أؤكد على أننا نسعى لموريتانيا موحدة ومزدهرة ومستقرة .
سؤال:يدور جدل في موريتانيا حول الزيارات المتكررة للسفير آندريه في داخل البلاد بالمقارنة مع بقية السفراء.ما هو ردكم على ذلك؟
السفير الأمريكي: لدي أربعة ردود في هذا المجال وانا ليس لدي الحق في الحديث عن ما يقوم به الآخرون او لا يقومون به وبالنسبة لي فقد استلمت رسالة تعييني من الرئيس الأمريكي وفيها أنني سفير للولايات المتحدة في موريتانيا وليس في انواكشوط وحتى على الرغم من أن السفارة موجودة في نواكشوط .
ورئيسي أكد علي أن أتحرك من أجل أتوصل إلى فكرة عن البلد ككل وليس فقط العاصمة فقط وهذا من منطلق الواجب المهني.
إضافة إلى ذلك أنا سعيد ومرتاح بين الموريتانيين وأول مرة دخلت حدود موريتانيا كانت في 1984 عندما أردت زيارة أمريكيين مقيمين في موريتانيا. ومنذ ان رأيت مجتمعكم قبل 32 سنة تعلقت به وتفاجأت بكرم المجتمع الموريتاني .
وفي المجتمعات الإفريقية التي عملت فيها وجدت أنها كريمة بشكل عام لكن في المجتمع الموريتاني مستوى الكرم أعلى بكثير من غيره من المجتمعات.
وفي كل مرة أسافر فيها تكون السلطات على علم مسبق بزيارتي وأبدأ دائما بالسلطات الوالي والعمدة.. .
وزميلي في الولايات المتحدة السفير الموريتاني ولد داداه وسلفه يسافران كثيرا في الولايات المتحدة للقاء الجالية الموريتانية خاصة ويسافران هناك بحرية كما أسافر انا هنا بحرية وهاذا طبيعي بين بلدين صديقين.
سؤال: الولايات المتحدة هي أكبر مزود لشركة اسنيم ماذا ترى من أجل خروجها من الأزمة؟
السفير الأمريكي: لقد لاحظنا ان اسنيم هي الآن على الطريق الصحيح للخروج من أزمتها وهنا أهنأ إدارة اسنيم التي عانت من انهيار أسعار الحديد.
صحيح ان شركاتنا تورد لاسنيم الكثير من المواد المستعملة وانا اشجع هذا .
كما لاحظت ان المهندسين في مناجم اسنيم أخذو يتبادلون الخبرات فيما بينهم من أجل النهوض بالشركة وهو ما لم يقوموا به من قبل وبما انه قطاع اساسي في اقتصاد البلد فهذا شيئ مهم.
سؤال:موريتانيا منذ تولي فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز السلطة وهي تتصدر حرية الإعلام في العالم العربي. كيف تقيمون حرية الإعلام في موريتانيا؟
السفير الأمريكي: من الصعب الإجابة على هذا السؤال..يمكننا ان نقوم بمقارنة بين الطروف الواقعة في أي بلدا مع ما هو مثالي او يمكننا ان نقارن بين الظروف الموجودة في بلد ما والظروف السابقة فيه .
وعلى كل بلد ان يضع خطوطا حمراء ومن الصعب قول هذا فصحافتنا حرة في أن تقول ما تريد ومن الصعب على من استهدف من قبل صحفي ان يقاضيه ويمكن ان نفعل ذلك في بريطانيا مثلا فالقوانين هناك ليست كما هي عندنا ولذا على كل بلدا أن يضع قوانينه في هذا المجال .ومنذ مجيئي الى هذا البلد في سبتمبر 2014 الكثير من الموريتانيين قالوا لي انه بات بالإمكان الحديث عن قضايا كانت محظورة وفي هذا الوقت يشعر الناس بحرية في طرح القضايا وفي الحديث فيما بينهم وبصراحة منذ ذلك الوقت كان هناك مشاكل حيث شهد المجتمع تراجع مستوى حرية الصحافة قليلا لكن هذا ما يحدث غالبا حيث يقطع خطوة ثم يتراجع قليلا ويعود ويرتفع مرة أخرى، وانا مقتنع ان المجتمع الموريتاني عازم على عدم الرجوع إلى مستوى حرية الصحافة الذي عرفته البلاد قبل عشرين عاما مثلا. فإذن نحن على الطريق الصحيح .
سؤال: ما الذي ينتظره قطاع المناجم وساكنة تيرس زمور في القريب العاجل من زيارة السفير الأمريكي لازويرات؟
السفير الأمريكي: كان لي الفرصة في التباحث مع مسؤولي شركة اسنيم ومع الحكومة وأسعى دائما الى إيجاد موارد ومشاريع يمكن ان تساعد في تنمية بعض القطاعات .
لدينا منهجية في مجال التعاون مع موريتانيا في عدم التركيز على جهة محددة من البلاد وانما بان تكون جميع مناطق البلاد مدمجة في هذا المجال وعليه نبحث عن شركاء جيدين نعمل معهم في قطاعات مختلفة .
وفي بداية 2017 علينا أن نضع برنامجا سنويا ، وأنا وزملائي في السفارة عازمون في ضوء الإمكانات والموارد لأن نحدد ما يمكن القيام به في كل المناطق ومن بينها تيرس زمور.
ازويرات انفو