ربما تكون هذه الكلمات تعبر عن مئات الشباب العاملين في الحقل الصحفي، في مؤسساته الخصوصية والعمومية، وربما يتنكر جلهم لها، لكنها كلمات من واقعنا المر والمزري، وربما يكون قولها قول معاد، لكن ذلك لا يمنعنا من تكرارها المرة تلو الأخرى تلو الأخرى تلو الأخرى حتى نطلق بالثلاث هذا الحال.
نحن ببسيط العبارة عبيد، لا تهم مستوياتنا لا يهم حالنا، لا يهم كيف جئنا للمؤسسة لا يهم كيف غادرنا، المهم هو أن تظل هذه المؤسسات تعمل، وستظل تعمل بنا أو بدوننا، فكل شاب عاطل عن العمل يستطيع قراءة كلمات معدودات ولو بصوت حمار هو مشروع عبد في المؤسسات الصحفية.
رواتبنا رغم ضعفها، ورغم قلة زملائنا "المتعهد" لهم بالرواتب فهي تتأخر ثلاثة وأربعة وخمسة وستة أشهر، وفي أي لحظة تكلمت عن الحق والحقوق يقال إنك تزرع خلايا نائمة وتطرد مع الباب صاغرا لا حق ولا شكرا ولاهم يحزنون.
الضحية لن يجد نقابة تقف معه من أجل حقه، ولكم في إضراب عمال قناة الساحل عبرة، حيث عجزت نقابة الصحفيين نفسها أن تنشر بيانا حول الأمر، أما القضاء فلا شيء يشجع على الذهاب إليه إذ لا دليل على الحق ولا الظلم.
المؤسسات لا يهمها التكوين لأنه لا يدر بالتدخل على الإدارة، أما تطوير قدرات الطاقم فذلك ترف ولا يجب وقد يقودهم إلى الثقة في النفس وتلك قد تقود إلى المطالبة بتحسين الأوضاع.
إننا يا سادة نريد نقيبا يفرض على المؤسسات توقيع العقود مع الصحفيين، نريد نقيبا يعمل على تكوين شباب الحقل لا الشيوخ الذين تركهم الزمن خلفه ولايمكن أن يلحقوا به.
نريد نقيبا يمكن أن يقف أمام مؤسسة ويحتج لأن صحفيا واحدا تم ظلمه، نريد نقيبا ينقي الحقل من التجار والشرطة والأساتذة والمعلمين و و و و ...
نريد نقيبا يثور على الواقع، يقلب الطاولة يزلزل الحقل بأفعاله وتصريحاته، يرجح المصلحة العامة على الخاصة.
السالك عبد الله صحفي