تعتبر مدينة بتلميت مدينة ثقافية وعلمية وتاريخية ، حيث درس فيها وانحدر منها علماء وفقهاء وأدباء وشعراء ذاع صيتهم في البلد وخارجه ، كما تضم المدينة الغنية بثقافتها كوكبة من خيرة شباب الوطن ، إضافة إلى نوادي وجمعيات عدة منها من تأسس في التسعينات .
تشهد مدينة بتلميت منذ سنتين أو ثلاث سنوات ركودا ثقافيا واسعا وانعداما للأنشطة الثقافية والدينية والعلمية . سبعة ( 7 ) جمعيات أو تزيد هي عدد النوادي والجمعيات الثقافية المرخص لها منذ سنوات ، حيث كانت تنشط في تنظيم الأماسي والمسابقات الثقافية لساكنة المدينة والتي زادت من وعي وثقافة أبناء المدينة وعشقوها ، كما كانت تنظم أيضا هذه النوادي والجمعيات ندوات دينية وصحية وتعليمية رفعت من قدرات وفكر جل السكان إن لم أقل جميعهم .
كانت تسهر على هذه النوادي والجمعيات كوكبة من الشباب همهم الوحيد هو إحياء ثقافة وتراث المدينة وترسيخ مفهوم العمل الثقافي والطوعي في أذهان الشباب المنحدرين من المدينة بل ومن خارجها .
حملات نظافية وأماسي ثقافية ومسابقات علمية وندوات ومحاضرات أمور من بين أخرى كانت تتنافس على تنظيمها هذه النوادي والجمعيات في السنوات الماضية بإشراف طاقم شبابي يمتلك مواهب وقدرات هائلة .
كانت مدينة بتلميت في تلك الفترة تشهد حراكا شبابيا وأعمالا ثقافية بعيدا عن السياسة وما يقرب إليها ، حيث كانت بعض هذه النوادي والجمعيات تدعم التعليم من خلال إعطاء حصص تقوية مجانية لتلاميذ المدارس وتسهل لهم ظروفهم الدراسية .
هذا في الماضي أما اليوم فلا شيء يذكر وجرت الرياح بما لا تشتهي السفن ، تعطلت هذه النوادي والجمعيات كلها بل وغابت تماما عن الساحة الثقافية للمدينة ، فمنها من بقيت لافتته معلقة على جدران أحد المنازل ، ومنها من غابت عن الأنظار وأصبحت أثرا بعد عين ، كما غابت معهم أولئك الشباب الذين كانوا مرآة للمدينة تعكس ما تزخر به من ثقافة وعلم .
إن المتجول اليوم في مدينة بتلميت سيلاحظ بدون عناء أن المدينة تعيش صمتا ثقافيا وإغلاقا شاملا للنوادي والجمعيات ما أدي إلى تراجع كبير في مستوى أبناء المدينة الثقافي وانحرافهم وانشغالهم في أمور أخرى خطيرة حطت من مستواهم الثقافي بعد أن كانت هذه المؤسسات الثقافية حاملة على أكتافها تثقيف وبناء هذه الأجيال . فاليوم في بتلميت لا أثرا للنوادي والجمعيات الثقافية ولا نشاطا ثقافيا واحدا ولا عملا طوعيا ولا تحسيسيا ، غابت كلها بعد سنوات من العطاء المثمر والعمل الجاد في مدينة تستحق أن تقام فيها الأنشطة الثقافية وبدون انقطاع ، ويبقى السؤال المطروح ما السبب في غياب وانقطاع هذه المؤسسات الثقافية عن المدينة ؟
بقلم : عبدالله ولد علي