تعقيبا على بمناسبة تحديد موعد للاستفتاء على الدستور الموريتانى .....
فالدستور : مجموعة قواعد تحدد العلاقات السياسية و الاجتماعية داخل المجتمع الواحد ، و هو فوق القوانين الأخرى و قواعده ملزمة للقوانين ، و تضعه أداة الحكم لتفرض به سلطانها ، و تبرر به أعمالها و ترد به على خصوم نظامها ، و الدستور يضعه الحكام على المحكومين و لكي لا تكون عليهم حجة من الناس ، فهو الذي يبين حقوق الحاكم و حقوق المحكوم و يحدد السيادة و يقسم الأدوار بين مكون المجتمع ، و الدستور يستخدم لتضمين كل الأساس التي تحكم الحركة الاجتماعية و عند الاختصام و الاختلاف الاجتماعي يرجع لها كل من المتخاصمين لتحكم بينهم القواعد التي من المفترض انه تم الاتفاق عليها بالرغم من أن الاتفاق مستحيل فالله قد شرع الشورى بين الناس و سنها الرسول محمد عليه الصلاة و السلام في المدينة المنورة في صحيفة المدينة المنورة المهمشة سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا من قبل الحكام من ملوك و امراء و ولاة أمراء و مشائخ و سلاطين و رؤوساء لغاية في ( نفس اليهودي يعقوب ) .
الدستور قيل لنا لغرض ما بأنه كلمة فارسية لا أصل عربي لها و أشك في ذلك كل الشك ؛ فالعرب تقول على الواقي اليدوي ( القوانتي ) و تسميه (الدس ) و هو يستخدم للوقاية من مخالب الصقر و هو يصنع الاجود منه من جلد الغزال! عندما يضعه صاحبه على يده فهو أداة وقاية لكي لا تجرح يده ؛ و الجزء الأول من كلمة الدستور هو ( دس
و الدس ايضا عند العرب من الإخفاء و الأبعاد للشيء عن البصر للتلاعب بالبصيرة و منه الدسيسة مثل التأمر و التقية و التعامل مع الأعداء بتنفيذ اوامرهم كما حدث فيما يسمى بدسيسة 1989التي تامر فيها بعضا من أبناء المجتمع مع أسيادهم من خصوم الشعب الموريتانى بالدسائس التي حيكت ضده لسنوات طويلة حتى أتت أكلها في عام الجريمة 1989و الذي فضحت فيها كل الخيوط السرية للعنصرية في العالم .
فالدستور تدس في قواعده مضامين التسيد بين أطراف الناس و عند عدم خضوع أحدهم للآخر يرجعون للدستور ، فالدستور هو القاعدة التي ارسيت بين الأقوياء و الضعفاء بين الأغنياء و الفقراء بين الأسياد و العبيد بين الحكام و المواطنين ليصبح البشر أكثر من واحد في الحظوظ و أكثر من واحد في المكانة و أكثر من واحد في القيمة يصير الإنسان خاضع للتراتبية التي يبين الدستور تموقع أفرادها الاجتماعي و يضرب الدستور بعرض الحائط ( قول الكتاب الأخضر - أن الإنسان واحدا في الخلقة و واحدا في الإحساس - و الذي يؤكد على ربوبية الله و إنسانية البشر كنسل أدم و حواء) ليصبح الإنسان ليس واحدا بل متعدد و يقر ذلك " دين الدستور " فيصير بالدستور سيد و عبد و انتشرت بين الناس كلمة السيد فولان و السيدة علانة امتداد لفكرة التسيد و الاستعباد و يا ويلك أن لم تسبق اسم المبجل بكلمة سيد و الذي سيعدها انتقاص من سيادته و اهانة لمكانته و توضيع له ، الدستور يستخدم للحماية السياسية من تغول المجتمع و استعداد لمواجهة اية ثورة من الشعب على الحكام و أداة للوقاية من مخالب المعارضة الدستورية للحكام و فسادهم و أنحرافهم عن الدستور ؛ و هو ايضا يتم فيه تورية المضامين التي تمكن الفرد و القلة على المجتمع و أخضاعه في منظومة الحكم الدكتاتوري و كل الأنظمة الغير شعبية و الفردية و التي تحكمها القلة هي أنظمة دكتاتورية اول ما تسعى له اجتماعيا لكي تحكم و تسيطر على المجتمع هي تخليق دين ( الدستور ) هو عبارة عن مضامين شقين ( الدس + التورية = إخفاء ظواهر الأشياء و حقيقتها و هي المعني الحقيقي لكلمة الزندقة التي هي التلاعب بالدقة ) ، بغاية إفساد عقيدة الدين عند الله و الناس و العمل على استبداله و تحويله إلى صنم يعبد و مرجع لدينها السياسي العقدي الذي يجمع بين الدس و الدسيسة و التورية التي يتم بها تقنين العبودية و تقنين الإخفاء لقوانين لعبة الصراع على السلطة من دون الشعب بين الحكام والذين في السلطة و بين خصومهم الذين خارج السلطة التنفيذية ليتم الأيهام للناس بأنها ما يسمى ( الديمقراطية ) و التي ليست بسلطة الشعب بل سلطة الفرد و القلة المتصارعة على اصطياد الفريسة الشعب و يمكنها الدستور من ذلك ؛ الدست هي القاعدة و عند العربي الماهر في لعب لعبة الشطرنج و التي هي من الالعاب المعقدة و التي يبطن فيها الانسان ما لا يظهر و كذلك الدستة هي العدد 12 الاثنى عشر من الأشياء فيقال ( دست و دستة ) و تقترن بأن السنة تتكون من نفس العدد فاكتمال العام عدته 12 شهرا فالدستور يعتبرون اكتمال الشأن ( العام داخل المجتمع الواحد بتحديد من يسيطر عليه و من يحكمه و من يحكم عليه فيه ) فصار الدست رمزيا إكتمال نظام الحكم و طريقته التي تضمن من يحكم و من يشرع و من يقنن و من يقرر و من ينفذ و تتحول الجماعات في المجتمع إلى شأن عام في أمرها تحسب و تعد بحسب الدستور و خضوعها له و تعد حياتها كما تعد أشهر السنة و تعامل أنها من ضمن الزمن أو خارج الزمن ، و صارت المجتمعات تقاس بالدستور و عدة الأشهر عند الله اثني عشرة شهرا فسبحان الله نترك القرآن الكريم العظيم و نحتكم لدستور من صنع بشر فرد و قلة لأستعباد من أمرهم الله بالشورى و المجتمعات تتحول إلى قطعان و أسياد الحكم و المتصارعة على السلطة إلى رعاة و تعاملها كالعادة كالرعاة من التضحية بها إلى بيعها في المواسم و حتى تقديمها هدية للآخرين و توارثها بين الوارثين .
و لا شك عندي في عروبة كلمة الدستور هي كلمة يعربية أهملت كما أهملت العرب ( الشورى ) من قبل اليعاقبة الذين يريدون الملك من دون الناس ؛ فالدسر تستخدم لتثبيت ألواح السفن و هي أداة التنقل في البحر و النهر ؛ و هي عبارة عن مسامير مدببة من الجهتين فتكون أداة ربط بين لوحين و لا تراها كما ترى المسامير العادية ؛ فالدستور هو أداة لدسر أحكام السلطان و تثبيت حكمه بالدسر لالواح المكونة لنظام حكمه الذي هو سفينته لتحقيق أغراضه في السلطة ؛ فالدستور قواعد يتم بها دسر كل المجتمع المنقسم بين حاكم و محكوم و أسياد و عبيد ، فما يتم الآن من دسترة للموريتانيين و الإعلان لهم بأنهم قد أصبح لهم من دون الاسلام دين تلزم الشعب بالخضوع له من دون الله و من دون كتابه القرآن الكريم دستور و من دون سنة الرسول عليه الصلاة و السلام . فالمعاصرة و التي استندت على وحدة الخلق الرباني و التأليف المحمدي الذي تمكن من سره الفذ صاحب الحجة الذامغة معمر القذافي ( لا دستور إلا القرآن الكريم شريعة لكل مجتمع مسلم ). و الدعوة في الخونة اتباع دين الدس و عقيدة الزندقة المستندة على إبطان ما لا تظهر اي التي تخفي غايتها و اهدافها التي تريد لها التحقق عن فهم الناس و هي الزندقة التي تحرف الكلم عن مواضعه لتحقيق غايات انانية و التي تزن بدقة الأشياء و التي تعتمد شرعة الشيطان في التواري و التورية و تستمر المواجهة الشديدة العقلية و النفسية و السلوكية و المفاهمية على الأسس الفكرية لصاحب الحق الا و هو الشعب الموريتانى المسلم .وهل سبق وشاوره حكامه ؟ فاين هو من الدستور المتوقع والاسفتاء عليه؟؟ .
بقلم : مهدي الشريف الادريسي