كانت القوى السياسية في البلاد مشفقة من تغيير الدستور لحاجة في نفوس الساسة وهو مابين الجنرال محمد ولد عبد العزيز انه لن يكون لكن السؤال المطروح هو : هل سيلتزم الرئيس بذالك ام انه سيتراجع ويغير الدستور وهل حقا سيترك الجنرال السلطة و يفسح المجال لغيره؟
على إيقاع هذه الأسئلة عاشت البلاد تجاذبات سياسية طيلة الأسابيع التي استغرقها الحوار الوطني الشامل , هذا الحوار الذي ترى المعارضة انه لا يستحق ان يسمى كذالك نظرا الى انها أي المعارضة ترى انه مجرد حوار بين الأحزاب السائرة في فلك الرئيس دون اشراك للمعارضة التي نأت بنفسها عن هذا الحوار الذي رأته مهزلة ليس الا وفي ختام هذا الحوار او هذه المهزلة ظهر الجنرال محمد عبد العزيز ليعلن انه لن يغير الدستور لاي سبب كان مؤكدا ان المستفيد من تغيير بعض مواده هو الرئيس نفسه الذي شغل مأموريتيتن وانه لا يحن الى مأمورية ثالثة وأنه يحترم الدستور الذي ينص على أن الرئيس لا ينتخب لأكثر من مأموريتيتن لكن المعارضة ترى ان الرئيس قد يتنصل من كل مالتزم به في هذا الاتجاه تماما مثل تراجعه عن كثير من التزامته مع الطبقة السياسية فهو كثيرا مايغير مواقفه وذالكماتخشاه المعارضة فهي تتخوف من ان يتراجع عن التزاماته ويغير الدستور لا سيما وانه لم يقدم ضمانات قاطعة تؤكد انه ماض في المحافظة على الدستور نصا وروحا كما ان ترك الرئيس لمنصب الرئاسه هو الآخر محل شك كبير ذالك ان الزعماء العرب يحلمون بالبقاء في السلطة مدى الحياة حتى ولو كانت المخاطر محدقة بهم و باوطانهم وشعوبهم و هذا ماشاهدناه ونشاهده في سير الرؤساء حيث لم يترك أي منهم كرسي الرئاسة طواعية رغم عجزه عن أداء وظائفه ناسين او متناسين ان كل ملك زائل لا محالة فالحكام العرب نشاهدهم اليوم يدخلون دولهم في صراعات داخلية و حروب لا لشيئ الا لأنهم يتشبثون بكرسي الرئاسة حتى آخر رمق الأمر الذي جلب لأوطانهم الدمار والخراب فبعد ان كانت هذه الأوطان آمنة مطمأنة أصبحت قلاع خوف و قلق ووكرا للامراض نتيجة لما سال ويسيل فيها من دماء فماذا يضير الرؤساء لو فكرو مليا وتصالحو مع ذواتهم وشعوبهم واعادو حساباتهم ليجنبو اوطانهم وشعوبهم المزيد من الخراب والدمار فهل سنشاهد الجنرال محمد ولد عبد العزيز وهو يترك كرسي الرئاسة وهل سيكون حارسا للدستور ام انه سيتلاعب بالدستور ويظل متشبثا بكرسي الرئاسة حتى آخر رمق متأسيا بنظرائه من الزعماء العرب ؟
الحضرامي حمادي