"إذا اتسع المعنى ضاقت العبارة" هكذا يطيب لي أن أستهل ما أبقته لي الخصاصة والسعي خلف ثروات منهوبة .... أقصد ما لن تغيره الاستفتاءات القادمة .
فخامة الرئيس إن خطاباتك التي تمشي الخيلاء, وابتسامتك المفعمة بالسخرية ’ وتلعثمك أمام جمع من الدراويش والمخنثين, واعترافك بالجريمة الانقلابية
لأمر يزيدني احتقارا لكل لحظة عرفتك فيها ساديا يستعذب رؤية الشعراء يحترقون كطائر الفينيق ,ثم يخرجون من الرماد أحياء بأجساد تطرب للتزلف بشتى أنواعه.
لكن لاعليك أنت لا تتألم كما نتألم , أنت لم تحفظ نصا واحدا من الوجود المستعار أو مئذنة البوح لذلك لن تعرف الرزء الذي أصاب القصيدة حين فقدت فحلين كنا نعتقد أنهما سيقاسمان الأرامل والثكالى الكأس المر الذي جرعتهن إياه
أيها الجنرال إن الذين صنعوا سفينة "تيتانيك" العملاقة اعتقدوا جازمين أنها لن تغرق مطلقا لكنها غرقت في أول رحلة لها.
هكذا حالنا نحن اعتقدنا بكل ثقة أن لنا شاعرين لن تغرقهم اغراءات سوق النخاسة حسب تعبير ولد عبيدي لكن هيهات.
وأقسم إن الذي ضمد جراحات الأحرف النازفة لفرط ما أصابها من وخز بمدية الخيانة هو استحضار لشباب اختاروا الموت في المنفى على لقمة عيش يقد مها عسكري خائن
أعني :محمد ولد عبدي بل الله تربته
ومحمد بدي ابنو أتمنى أن ينسئ الله له في العمر
والشيخ ولد سيدي عبد الله الذي اختار وطنه منفى يليق به
أيها الجنرال إن تسكع الأفكار في أزقة الذهن المجبولة على الغباء لا يولد سوى حوار... مخرجاتُه أوهن من بيت العنكبوت.
وإن عدولك عن الترشح لمأمورية ثالثة هو أمر لايحتاج أن تمن علينا به لأن دستورنا أقدس من أن تمد إليه أياد لم يتعلم صاحبها أبجديات الكلام, فما بالك بالقوانين الدستورية والنظم السياسية
قد تعتقد أنه كلام شاب مراهق ينقاد لأديولوجيات معينة , لكنه ليس كذلك هو كلام مثقف مثخن بطعنات الواقع المزري , أمه مسحوقة لا تقتات إلا على القديد ورغم ذلك تصلي لله أن يخسف الأرض بكل من يرتد عن دين القناعة .
أدري .... لست محنكا سياسيا, ولا مفكرا اجتماعيا ... لكنني بقايا دالية تقدم ثمارها لكل
صبية حرمت حنان أمها التي قتلت على أيدي شرذمة من اللصوص بسوق العاصمة... تقدم ثمارها لتلك الأم التي اغتيل وحيدها الذي كان يعيلها.
أنا أيها الجنرال مناوئ لكل خطوة غبية تخطوها نحو رموزنا الوطنية ... نحو ما أبقته لنا سبحات آبائنا الذين قتلوا ظلما في وطن هم بعض منه
وما كان منك إلا أن خدعت أبناءهم الذين تركتهم يشتعلون تحت خيام يلوكها القيظ من كل مكان.
نعم أيها الرئيس أنا جزء من ذلك العذاب... أنا جزء من مدينة بوكى التي حرم أهلها من مياه صالحة للشرب .
أنا جزء من مدينة أطرها كبطلي مسرحية في انتظار"غودو" التي ألفها الأرلندي صمويل بيكت.. في كل فصل من فصولها يقول أحدهما للآخر : هيا بنا ننهض فيجبه نعم هيا بنا ننهض.. فلا يتحركان.
داودا جا /كاتب صحفي