تحت هذا الشعار خضنا معترك الحوار الوطني الشامل طيلة أيامه ولياليه بغية المشاركة في وقت تاريخي يشهد لنا ولغيرنا بالمساهمة ولو باليسير في بناء هذا الوطن بناء حضاريا وبناء مؤسساتيا .....
كنت موقنا منذ أمد ليس باليسير أن موريتانيا لاتبنى بالتباعد ولا بإظهار العداوات المزيفة التي تختبئ تحت الطمع والهلع فلا فائدة في معارضة أسست نفسها للمعارضة ليس إلا ولا فائدة في أغلبية تكرس وقتها للتزلف للحاكم !!
أسبوعين والنقاش محتدم في قصر المؤتمرات من لدن الأطراف المحاورة بما فيهم الشخصيات المستقلة كانت تكرس كمبدإ لتجاوز تلك النظرية البائدة التي كانت هي العائق الحقيقي لبناء موريتانيا جديدة خالية من الفئران الضارة
على ذكر الفئران الضارة أتذكر أن من بينهم من طرح فكرة الملكية الدستورية وبينهم من اقترح تعديل المادة : 28 المتعلقة بالمأموريات ومنهم من جاء على عجل من أجل إفشال الحوار معتبرا إياه أحاديا ولعبة وقت ليس إلا ومنهم من استغله للتصوير وإشباع رغباته لحاجة في نفوس القوم !!
كل هؤلاء مجتمعين لم يثنوا ولم يبدلوا من فكر رجال السياسة والفكر المخلصين الذين جاءو جميعا من داخل البلد ومن خارجه ليكتبوا معالم دولة حديثة تؤمن بالديمقراطية والعدالة والحرية والعيش المشترك ....
كانت الخطوة الأولى لتحقيق ذلك تجاوز الشعارات التي لاتحمل طابعا وطنيا بما في ذلك العلم والنشيد ليكونا مرآة للوطن وليس للرجال فاستلزم الأمر تعديلهما ليتماشيا مع اللحظة وعلى غرار ذلك كانت المنظومة التربوية للاممنهجة سلفا في أشد الحاجة للإصلاح والتقنين لتكون حلقة وصل بين تكريس الماضي وتوعية الأجيال في الحاضر فكانت من أهم النقاط التي شددت عليها في مختلف الورشات الأربع
فموريتانيا اليوم تحتاج إلى تغيير عقليات أبنائها لينفضوا عنهم النظرة المصلحية والفكر الأحادي ؛ وليتخلصوا من تلك القيود عليهم أن يؤمنوا بالوطن وليس بالإيديولوجية وبالمؤسسات وليس بالرجال وكل ذلك مرتبط بإصلاح المنظومة التربوية وإعطاء قيمة حقيقية للمدرسين والمربين واحترام التخصصات وأصحاب الكفاءات ...إلخ
وكلنا أمل في تطبيق ماتفق عليه في الأيام الماضية فهو كفيل ببناء بلد جديد بفكر أبنائه ومؤسساته.
الباحث في العوم الشرعية الشاب/ محمد سالم سيدا مين