الزائرلمدينة بتلميت هذه الايام أو حتى المار بها لابد و ان يلحظ و دون كبير عناء الكم الهائل و المخزون المتكاثر من القمامة و الاوساخ المنتشرة في جنبات المدينة و عند مدخلها و في الاماكن الحساسة بل و لا تكاد توجد ساحة عمومية او مكان مهجور الا و تحول الى مكب للنفايات و القمامات
جولة سريعة في احياء المدينة تجعلك تدرك حجم المأساة و عظم المعاناة و انتشار القمامة بل ان امكنة تواجدها دائما ما تكون بجانب المؤسسات الحيوية و الحساسة ، فهذا المكب الظاهر و المعتمد من طرف البلدية قبل الساكنة مجاور لمستشفى حمد بن خليفة و عند مدخل المدينة الجنوبي ، و بالاضافة الى كونه مزعجا للمارة و الساكنة و لنزلاء المستشفى صار يقطع الطريق دون القرى و الارياف الواقعة جنوب المدينة.
أما في الصورة الاخرى فتطالعنا صورة لمكب يقع في قلب المدينة بالقرب من السوق المركزي و على مرمى حجر من الحي الإداري ، و منظر طريق الأمل الذي يشق المدينة و هو أكبر شوارعها و الشارع الوحيد المعبد فيها منظر لا يسر الناظرين و السوق المركزي صورته أكثر قتامة.
محمد يعقوب ولد المختار أحد شباب قرية آرشان الاقرب للمدينة من الناحية الجنوبية يعتبر قريته باتت معزولة بفعل تراكم القمامات على الطريق المؤدي لها و يضيف قائلا : "الأضرار التي لحقت بقريتنا و القرى المجاورة لها لم تقف عند هذا الحد فالبلدية تلجأ عادة إلى إشعال النيران في القمامات كوسيلة للقضاء عليها و هو ما لم يؤتي أكله بل إنه زاد من معاناتنا بفعل الروائح النتنة التي يتسبب فيها و خصوصا في الأوقات المتأخرة من الليل الأمر الذي يسبب وعكات صحية للساكنة و طبعا تبقى قريتنا تحظى بنصيب الأسد من هذه الأضرار إن لم تكن كلها بفعل موقعها الجغرافي الذي جعلها الاقرب للمدينة".
و يضيف محمد يعقوب دائما بأنه دعى شباب قريته و شباب المدينة بصفة عامة لأخذ زمام مبادرة للقضاء على هذه القمامات لكن مبادرته تلك لم ترى النور بعد و لا تزال حبيسة نوافذ مواقع التواصل الاجتماعي شأنها في ذالك شأن عديد المبادرات التي لا تزال تنتظر التنفيذ ، بالرغم من أنه قد انطلقت حملات بالفعل لكن تم وأدها في المهد بعد ما عجز أصحابها عن إيجاد أبسط مساندة من السلطات البلدية التى تعيش فترة سبات عميق بحسب ساكنة المدينة رغم أن من التقينا به من المستشارين البلديين أكدوا على أن البلدية تعمل بكل ما أوتيت من قوة في سبيل أداء عملها و خصوصا عملية جمع القمامة مؤكدين على أن نظافة المدينة و رونقها من أهم أولوياتهم .
و كانت البلدية المركزية للمدينة قد خاضت غمار تجارب سابقة لتنظيم جمع القمامة و الحد من انتشارها و كان آخرتلك التجارب مشروع تم تمويله من طرف إحدى البلديات الفرنسية الموقعة على توأمة مع بلدية بتلميت لكن المشروع لم يعمر طويلا و لم يلبث أن اندثر، شأنه في ذالك شأن كل التجارب التي سبقته.
و بالرغم من شكوى المواطن البوتلميتي و غضبه من الوضع القاتم لم تحرك السلطات المحلية ساكنا و لم تبرز إلى النور مبادرات ، إذا ما استثنينا الحملات التي يحاول شباب المدينة اطلاقها من حين لآخر لكنها ما تلبث أن تختفي ، لتبقى مدينة بتلميت تعيش تحت أنقاض قمامات تحاصرها من كل جانب تصرخ و تنادي و ما من مجيب .