تعيش مدينة بتلميت منذ سنوات عدة وتحديدا منذ تنصيب المجلس البلدي الجديد في الانتخابات الأخيرة إلى اليوم أوضاعا مزية في كافة المجالات لا يمكن وصفها ، فالناظر إلى هذه المدينة هذه الأيام يشمئز قلبه وتدمع عيناه حزنا وتأسفا وندما على ما تشهده مدينة العلم والعلماء من تجاهل ونسيان من قبل أبنائها .
فماذا أنجز أبناء المدينة من أطر ومنتخبين و وجهاء لمدينتهم بتلميت ؟ لمدينة بتلميت شخصيات و مسؤولون كبار و سامون يشغلون أكبر المناصب ويعملون في الشركات العملاقة الخاصة والعامة ، ويدخرون الأموال الطائلة في البنوك الدولية و المحلية ، ويشيدون المنازل الراقية وناطحات السحب في كل مكان إلا في مدينتهم بتلميت .
أطر ومسؤولوا بتلميت لا يعودون عليها بالنفع ولا يزورونها إلا عندما يحل عليها أحد أعضاء الحكومة ضيفا في مرة من المرات ، حينها يتوافد على المدينة شخصيات ورجال أعمال يدعون أنهم أبناء المدينة ويعلنون انتماءهم وحبهم للمدينة ولو للحظة ، ويقف سكان المدينة الذين ذاقوا مرارة العيش فيها واستنشقوا رائحة تكدس النفايات فيها وانقطاع الماء والكهرباء المتكرر عنها ، يقفون يسألون من هذا ومن ذاك ؟ وينصرفون مع الوفد الحكومي الزائر ، حتى أنهم لا يبيتون ليلتهم تلك في المدينة ، فهل أنتم تستحقون شيئا على بتلميت وعلى أهلها الكرام ؟ لقد تخليتم عن مسؤوليتكم اتجاه المدينة كما ستتخلى هي عنكم يوما من الأيام ، لن نعول عليكم في شيء يخدم المدينة ، لقد نسيناكم كما نسيتموها وتخلينا عنكم كما تخليتم عنها ، فلا خير يرجى منكم اتجاه المدينة .
فلماذا هذا التجاهل والغفلة عن بتلميت ؟ ماذا فعلت لكم سوى أنها احتضنتكم وأنتم صغار وربتكم وعلمتكم القراءة والكتابة ، وتربى فيها أجدادكم فإذا بكم تقابلونها بالنسيان والهجرة .
نعم لقد هاجرتم عنها وتركتموها تشكوا وتعاني ، بل إنكم سلمتموها لأيادي قادتها إلى الهاوية .
كم من مدينة على امتداد التراب الوطني بناها أهلها وشيدوا فيها ناطحات السحب وأطلقوا فيها الحملات النظافية والمهرجانات الثقافية ، إلا بتلميت فأطرها حملوا أمتعتهم وهربوا عنها ، فمنهم من باعوا منازلهم فيها خوفا من أن تذكرهم بها أو بما تعيشه من آلام ، ومنهم من تركها خاربة تقاوم عاديات الزمن وملجئا للحيوانات السائبة .
أنتم يا أطر بتلميت وبكل اختصار صرتم أفضل منكم مئات المرات شباب المدينة وأصحاب الأعمال الحرة فيها الذين لا يملكون سوى قوت يومهم ، الذين خرجوا في حملة لنظافة المدينة مما تركتموها أنتم عليه وتغافلتم عنه .
فلا مشاريع تنموية جئتم بها للمدينة ولا ناطحات سحب شيدتموها فيها ولا حملة للنظافة أطلقتموها فيها ولا تشغيل لشبابها والقائمة تطول ، أقل ما يقال عنكم أنكم عار على المدينة.
تشهد مدينة بتلميت غيابا كبيرا وفظيعا لأطرها ، فهم حتى اللحظة لم يحركوا ساكنا اتجاهها علهم يتداركونها وهي تغرق في بحر من الأوساخ مصحوبا بغياب وفشل وعجز البلدية ، فلا أحد منكم حتى اللحظة تحرك ولا أحد منكم تألم ولا أحد منكم تدخل لإنقاذ المدينة .
إن مدينة بتلميت ستبقى شامخة بفضل شبابها الذي وقف وقفة رجل واحد من أجل النهوض بها وفعل ما أبيتم أنتم عن فعله لها .
بسببكم غابت المهرجانات الثقافية عن مدينة بتلميت وتخلت البلدية عن مهمتها المنوطة بها وغبتم أنتم عن واجبكم اتجاه المدينة ، لكن بتلميت ستبقى بتلميت أرض العلم والعلماء والشعر والشعراء.
عبدالله ولد علي