قبل عدة أيام طالعت تحليلا صادما على صفحات أحد مواقعنا الالكترونية، قال صاحبه إن ظهور الرئيس وهو يمارس رياضة العدو في أحد شوارع مدينة أنواذيبو، هو رسالة موجهة للجارة المغرب.
في اليوم التالي حين علمت أن الرجل أدى صلاة الجمعة في أحد مساجد المدينة العتيقة، توقعت أن يطلع علينا "مهلل" آخر، يقول إن الرسالة هذه المرة هي ل"بوكو حرام" و"داعش" واعل ولد محمد فال.
ما هذا البؤس؟ أيعقل أننا وصلنا إلى هذه الدرجة من التحلل!
يكثر الحديث هذه الأيام عن (خريف الرئيس) ومن فرط السرعة تحدث أحيانا بعض الأخطاء الفادحة، أحدهم بدل أن يكتب (خريف الرئيس) كتب (خرف الرئيس).
وعلى ذكر السرعة، استمعت مؤخرا إلى تصريح لشيخ المعارضين أحمد ولد داداه قال فيه بالحرف: "نحن لسنا سريعين أصلا ثم إننا لم نتلق حتى الآن أي دعوة للحوار".
كان بودي أن أكون بجانب الرجل لأقول له سيدي الرئيس أنتم لا تتحركون أصلا حتى نقيس سرعتكم، السرعة لابد لها من حركة، هذا ما درسناه في مادة الفيزياء، إلا إذا كانت هذه تغيرت هي الأخرى!
بالمناسبة، سألني أحدهم لماذا لم تغط قناة "الموريتانية أخبار "خريف الرئيس"، أجبته ربما "خرفت" هي الأخرى، ثم لماذا تكلف القناة نفسها هذا العناء وهناك صحفيون بالجملة يقومون بدور "دكة البدلاء" بذكاء فائق، يلتقطونها وهي طائرة، كلما غابت "الموريتانية" قاموا باللازم وأكثر.
كنت أعتقد دائما أن النصف الأول من كلمة (صحافة) يعني أشياء غير واضحة تحدث تحت الطاولة وفي الغرف المظلمة ونصفها الثاني يعني المتاعب والمجاعة وأن عليك أن تحدد من أي النصفين أنت.
المهم، أنه من حق كل واحد في هذا الوطن الحبيب، أن "يخرف" بالطريقة التي تحلو له، لديك المنتدى مثلا، قام باستدعاء الصحافة إلى مؤتمر صحفي، ثم ذهب "يخرف" وتركهم حائرين في يوم ذي مسغبة.
ولديك النائب البرلماني الذي استقال من حزب تواصل، "خرف" هو الآخر على طريقته الخاصة، قدم استقالته وقال إن السبب هو أن الحزب خرج عن خطه، الذي يسمع هذا الكلام يظن أن "تواصل" كان يشارك في سباق أربع مائة متر حواجز في (ريو)!
ما هذا الترف الهندسي يا أخي؟ لا خطوط هنا حتى يدخل فيها "تواصل" أو يخرج منها، كله دخل في بعضه، حتى الخطوط التي في الشوارع لا أحد يلقي لها بالا، لدرجة أن أغلبها سئم الأمر ورحل في اليوم التالي.
تذكروا جيدا، أن الأوطان التي لا تصنع لنفسها ربيعا، يحل بها الخريف مبكرا.