قمة الأمل ...بأعين الموريتانيين

أحد, 24/07/2016 - 13:03

 موريتانيا تحتضن القمة العربية لأول مرة في تاريخها، ذلكم هو العنوان العريض في كل وسائل الإعلام ، منذ اعتذار المغرب عن استضافة القمة.
وبغض النظر عن أسباب اعتذارا المغرب، بدأت الحكومة الموريتانية من أول يوم تم فيه تأكيد استضافتها للقمة، بدأت تسابق الزمن لجعل نواكشوط تليق بضيوف قمة الأمل، فالحدث جلل، والبلد أصبح في الواجهة العربية والعالمية بدون سابق إنذار.
شكك كثيرون داخل موريتانيا وخارجها في مقدرة بلاد شنقيط، على استضافة حدث كبير مثل القمة العربية، لكن الرئيس محمد ولد عبد العزيز ظل يكرر دائما في كل خرجاته الإعلامية " سنستضيف إخوتنا العرب مهما كان الثمن".
التحضير للقمة العربية السابعة والعشرين في نواكشوط، تمثل في تجميل الوجه الحضري للمدينة، وإنشاء شبكة طرق جديدة، كالشارع الذي يربط بين مطار أم التونسي وقلب العاصمة ، وقد أطلق عليه اسم الراحل الشيخ زايد آل انهيان. الطرق تزنيت بالأعلام العربية، التي ترفرف على سماء نواكشوط، كل شيئ في موريتانيا، أصبح يردد " مرحبا بضيوف بلاد العرب"و الأمن في أتم الاستعداد لتأمين القادمين.
انضمت موريتانيا للجامعة العربية في عام 1973 ومن ذلك الحين وهي جزء من الجسم العربي، غير أنها لم يسبق لها أن استضافت القمة العربية، ولذلك كان الجهد مضاعفا، لكي تخرج هذه القمة على أحسن ما يكون، وتترك انطابعا حسنا في مخيلة الضيوف العرب، الذين يزور بعضهم أو جلهم موريتانيا لأول مرة.
غير أن هذه التحضيرات التي يصفها البعض بالجبارة، مقارنة مع الوقت الذي بدأت فيه، يأخذ البعض عليها الكثير من المآخذ.
محمد الامين ولد سيدي مولود وهو ناشط على مواقع التواصل الإجتماعي يعتبر أن التحضير للقمة وتجميل المدينة ركز على منطقتين اثنتين فقط من العاصمة وهما " تفرغ زين" الحي الأرقى في العاصمة نواكشوط و "لكصر" أول حي في العاصمة، وهي الأحياء التي ستأوي الضيوف، وتتوفر على الفنادق والمرافق، فيما تركت الأحياء الأخرى على حالها.
يضيف محمد الامين أن من مآخذه أيضا على التحضيرات للقمة، عدم الشفافية في منح الصفقات، وعدم معرفة المستفيدين منها، أو عرضها في مزادات علنية، ومن هنا أظن بأن أن القمة قمة صفقات وسمسرة للأسف. ورغم أنه هناك من يقول بعدم جدوائية استضافة القمة العربية، ويقلل من نتيجتها المحتلمة على موريتانيا أولا و العرب أجمع ثانيا، إلا أنه هناك من يرى العكس.
أحمد أبو المعالي، صحفي مقيم في أبو ظبي، قال إنه إذا تم استغلال القمة بشكل جيد ستكون لها انعكاسات اقتصادية تمثل في التقاء وربط الصلات مع الفاعلين الاقتصاديين العرب، قد يستغلها رجال الأعمال بشكل جيد مدعومين من النظام في هذا الصدد طبعا مع ما يتطلبه ذك من ضمانات سياسية وأمنية. يضيف أبو المعالى إن القمة ستفتح على المستوى السياسي الباب مع الأشقاء العرب للتعرف أكثر على موريتانيا شعبا وثقافة.
مخلصا إلى أن الجانب الإعلامي هو الأهم، إذ أن التغطية الإعلامية للحدث ستعرف على البلد من خلال المقابلات والتقارير والبرامج. تتضارب الآراء هنا وتختلف حول القمة الأولى في هذه الربوع، من الناس من يكبله توجهه السياسي أو الفكري، فلا ينظر للحدث إلا من زاوية واحدة، ومنهم من تخلص من تلك العباءة، ليلبس عباءة مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. أبوبكر ولد المامي شاعر وناشط حقوقي معارض يعتقد بأن القمة حدث مهم يستحق تضافر جهود الجميع الموريتانيين بغض النظر عن انتماءاتهم، من أجل أنجحاه كحدث كبير تحتضنه نواكشوط لأول مرة.
يستطرد قائلا "وبكل تأكيد إن نجاخه سينعكس بشكل إيجابي على الإقتصاد الموريتاني وعلى صورة موريتانيا لدى الحكومات والشعوب العربية بشكل عام.
العد التنازلي للقمة بدأ، فيوم الخامس والعشرين، أصبح قريبا جدا، والوفود العربية بدأت التوافد إلى العاصمة نواكشوط، ووسائل الإعلام أخذت أماكنها وبدأت في الإنتاج، كل شيئ جاهز لقمة الأمل. ولأجل التعريف بالثقافة الموريتانية التليدة، الضاربة في قدم التاريخ، أقامت اللجنة التنظيمية " القرية الثافية " في الملعب الاولمبي، وهي مجموعة من الخيم تختزل تراث البلد وتعرف بتنوعه وثرائه.
فهناك تجد الحياة القديمة للشعب الموريتاني، تلك الحياة البسيطة التي ظلت حبيسة الصحراء، فقليل من الشعوب العربية من يعرف شيئا عن تلك الحياة وتلك العادات المختلفة والمتنوعة بتنوع شرائح الشعب الموريتاني.
آمال العرب معلقة على "إعلان نواكشوط " الذي سيعلن عنه في نهاية القمة، عساه أن يحمل جديدا للجسم العربي المشتت، بفضل الحروب الأهلية والصراعات الطافية والمذهبية، وسوء علاقات بعض الدول مع اخرى.
أما آمال الموريتانيين فهي تتطلع أن تعود هذه القمة عليهم بالنفع الكثير، إذ لطالما كانت موريتانيا مجهولة عند الكثير من الشعوب العربية، رغم نشر علمائها للإسلام في بلدان مختلفة، ومشاركة شعرائها في محافل دولية كبيرة، ولطالما كانت بحاجة إلى مستثمرين عرب وتوطيد علاقات مع رجال أعمال من الدول العربية، وتنظيم هذه القمة يعطي بارقة أمل للمواطنين من أجل الانفتاح على العالم العربي والاستفادة منه قدر المستطاع.
بقلم : السالك عبد الله Sakeckabdellah@gmail.com