إن انعقاد الدورة السابعة والعشرين لقمة الجامعة العربية في موريتانيا ، ليعتبر حدثا عظيما ومفصليا يأتي تتويجا لسلسلة الإنجازات العملاقة البادية للعيان في مختلف المجالات التي دأب فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز على تحقيقها تطبيقا لتعهداته الانتخابية وذلك منذ اعتلائه سدة الحكم .
إن رزمة الإنجازات التي تحققت في ظرف وجيز من سنة 2009 لتعبر عن عزم صادق ورؤية استيراتيجية بعيدة المرامي تلامس كل منهما ما يصبوا إليه المواطنون ويحلمون به من تحسين لظروفهم المعيشية وصورتهم الخارجية عند الآخرين .
ستتمحور هذه الكلمة المقتصرة على ثلاثة مواضيع وهي :
- الصياغ الزمني للقمة وممهداتها
- انعكاسات القمة
- المخرجات الأساسية المتوقعة من القمة.
الصياغ الزمني للقمة وممهداتها
تعتبر المقاربة الأمنية لموريتانيا نموذجا يحتذي في العالم بأسره من شانه أن يفيد وطمئن إخوتنا العرب إثر مقامهم عندنا طيلة أيام القمة .
إلى جانب هذه المقاربة الأمنية الأنفة الذكر لا يسعنا إلا أن نذكر مقاربة موريتانيا في مجال الحوكمة الاقتصادية التي انبنت في أول وهلة على محاربة الفساد وسوء التسيير والبحث المتواصل عن الشفافية في شتى مناحي الحياة الاقتصادية والإدارية وعلى وضع الأطر القانونية والتشريعية لذالك. .
سيتمكن الإخوة العرب كذلك من الاطلاع عن قرب على تجربتنا الديمقراطية الرائدة وما حققناه في ظلها منذ ما يزيد على ثلاثة عقود . ان إلهيات التشريعية من مجلس دستوري ، برلمان بغرفتيه نواب وشيوخ ، أحزاب سياسية معارضة وموالية وهيأت دستورية أخري لايتسع المجال لذكرها تمثل تجسيدا واقعيا لهاذه التجربة الديمقراطية
وفي المجال الاقتصادي نلاحظ تطور مضطردا في مجال البني التحتية والمنشئات الاقتصادية ذات الانعكاسات المباشرة الفوقية والتحتية وكذلك حجم الاستثمارات الداخلية والخارجية في مختلف القطاعات التنموية .
أما في المجال الدبلوماسي فبإمكاننا دون تصنع ولا افتراء أن نتحدث مليا عما أحرزته موريتانيا في الماضي و ما تحرزه في هذه الأيام من نجاحات وتموقع مشرف في مصاف المنظومة الدولية.
إن رئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي ولعدة منظمات إقليمية ودولية لتبرهن على مدى قدرتها على احتضان هذه القمة العربية الشيء الذي من شأنه أن يطمئن إخوتنا العرب ويبرر تسمية القمة ب"قمة الأمل" .
زيادة على ما سلف ستمكن القمة الدول المشارك من اكتشاف البعد الثقافي والتاريخي لموريتانيا وما ظلت تتشبث به عبر العصور الغابرة من خصائص عربية أصيلة بدأت تختفي في العديد من البلدان نظرا لتأثيرات العولمة المباشرة.
إن التنوع الاجتماعي والثقافي لبدنا المستوحى من تموقعنا الجغرافي كنقطة وصل بين العالم العربي والإفريقي يمثل ثراء نفتخر به ويمكننا تسويقه للآخرين.
تعتبر هذه الأمور كلها محفزات ومبررات موضوعية دفعت رئيس الجمهورية إلى قبول التكفل بهذا الحدث واحتضانه في بلدنا حيث قال بشجاعة وعزم لإخوتنا العرب بعيد اعتذار المملكة المغربية الشقيقة : "حمل بعير وأنا به زعيم" .
لا يسعنا قبل اختتام هذه الفقرة من المقال إلا أن نشيد بما أضافه مطار أم التونسي الجديد الذي سيستقبل إن شاء الله وفود القمة بعد أسابيع من تدشينه والذي بإمكاننا أن نعطيه لقب "أبو الإنجازات" في هذا العهد الميمون .
انعكاسات القمة
تتجسد الانعكاسات المباشرة لهذه القمة في ما نجم عن عمليات تحضيرها وذلك على مستوى تنشيط الدورة الاقتصادية واستحداث منشآت وبني تحتية في مجالات الطرق,السياحة والمنشآت الإعلامية التي لاستغناء عنها لتحسين الوجه الخارجي للبلد وتوفير ظروف الراحة والرخاء للضيوف.
إنما قيم به من أعمال وازنة في شتى المجالات في زمن قياسي لا يتجاوز ثلاثة أشهر ليعتبر إنجازا حيا يستحق الذكر.
إنما يزخر به بلدنا من فرص استثمارية واعدة في مختلف قطاعات الحياة الاقتصادية من شأنه أن يحظى باهتمام إخوتنا العرب من أجل ضخ استثمارات نوعية في بلادنا تكون نموذجا قائما للتعاون البيني العربي.
إن القرية الثقافية التي أنشئت إبان هذه القمة ستمكن الإخوة العرب من الاطلاع عن قرب على الموروث الثقافي والاجتماعي المتنوع لبلدنا ولما له من روابط عضوية وتاريخية ضاربة في القدم مع الماضي العربي المشترك.
المخرجات الأساسية المتوقعة من القمة .
إن قضية فلسطين باعتبارها أم القضايا العربية المعاصرة، ستتصدر بدون شك كل المواضيع وسيخصص لها أكبر حيز من الاهتمام في إعلان نواكشوط الختامي بحيث يتم التوصل لقرارات ناجعة وصارمة تحظى بإجماع كل الدول العربية وتتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
من المعروف لدى الجميع، أن دولا عربية مؤسسة للجامعة العربية من ضمنها اليمن ، سوريا وليبيا ، تعاني من أزمات خانقة تسببت في شل الجسم العربي وأثرت في تلاحم أعضائه وإمكانية جلب المصالح له.
وعليه فيلزم أن تأخذ القمة الراهنة قرارات وتوصيات فعالة من أجل وضع حد نهائي لوضعها المزري وفتح صفحة جديدة من التآخي بين مكوناتها في الداخل ومن التعاون البيني العربي في المجالات الحيوية .
إنما تعج به الدول العربية من خيرات ومقدرات اقتصادية هائلة وثروة بشرية معتبرة ، لا بد من الآن فصاعدا أن يجد ما يوازيه من مكانة وهبة في مصاف الأمم المتقدمة.
إن مستوى التعاون والتبادلات الاقتصادية الراهنة بين الدول العربية لا يعكس ما يجب أن تكون عليه نظرا للمقدرات والفرص الواعدة التي تتوفر عليها.
وعليه ونظرا لهذه الاعتبارات نرى أنه من اللازم إنشاء سوق عربي مشترك، ومد جسور التعاون في مختلف مجالات الحياة من نقل وصناعة وصحة وزراعة وتعليم وتنمية حيوانية وصيد.. إلخ.
في هذا الصدد نتوقع أن تهتم القمة من ضمن أمور أخرى بمبادرة الرئيس السوداني الهادفة إلى تحقيق الأمن الغذائي في العالم العربي.
أملي قوي في ان شعبنا الكريم بنخبه ، أحزابه ، مجتمعه المدني ، نقاباته سيلتف حول حكومته من اجل إنجاح هذه القمة وجني ثمارها .
احمد محمود بن اسلم