قدمت 28 دولة عضو في الاتحاد الأفريقي ملتمسا بتعليق مشاركة "الجمهورية الصحراوية" الوهمية في أنشطة الاتحاد، وفي جميع أجهزته، وذلك على إثر الرسالة التي وجهها الملك إلى قمة "كيغالي".
ووجه قادة الدول الـ28، الاثنين، ملتمسا في هذا الشأن للرئيس التشادي ورئيس الاتحاد الأفريقي، من أجل تمكين المنظمة الأفريقية من الاضطلاع بدور بناء، والإسهام إيجابا في جهود الأمم المتحدة؛ لأجل حل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وجاء في نص الملتمس: "وفاء لمبادئ وأهداف الاتحاد الأفريقي، بخصوص إرساء أكبر وحدة وتضامن بين الدول الأفريقية، والدفاع عن سيادتها ووحدتها الترابية، والنهوض بالسلم والأمن والاستقرار بالقارة، وتعزيز التعاون الدولي، وأخذا -على أتم وجه- بعين الاعتبار ميثاق الأمم، وخلق شروط ملائمة تمكن القارة من الاضطلاع بدورها في الاقتصاد العالمي...".
نقرر العمل من أجل تعليق مشاركة "الجمهورية الصحراوية" في أنشطة الاتحاد الأفريقي وجميع أجهزته؛ من أجل تمكين الاتحاد الأفريقي من الاضطلاع بدور بناء، والمساهمة بشكل إيجابي في جهود منظمة الأمم المتحدة؛ قصد التسوية النهائية للنزاع الإقليمي حول الصحراء".
اقرأ أيضا: المغرب يعود لحضن الاتحاد الإفريقي بعد غياب 32 عاما
ونوه قادة الدول الأفريقية بقرار المغرب العضو المؤسس لمنظمة الوحدة الأفريقية، العودة إلى الاتحاد، مشيرين إلى اعتزامهم العمل من أجل تفعيل هذه العودة الشرعية في أقرب الآجال.
وكان الملك محمد السادس أعلن، الأحد، رسميا عن قرار المغرب بالعودة إلى منظمة الاتحاد الأفريقي، التي كان أحد مؤسسيها، مشيرا إلى أن قرارا تم اتخاذه بعد تفكير عميق، وهو قرار صادر عن كل القوى الحية بالمملكة، وذلك بعدما كان قد انسحب منها في 1984؛ إثر اعترافها بالجمهورية الوهمية.
واعتبر الملك في رسالة وجهها، الأحد، إلى القمة الـ27 للاتحاد الأفريقي، المنعقدة في كيغالي، أن اعتراف الاتحاد الأفريقي بالكيان الوهمي سبب للمغرب جرحا عميقا، داعيا رؤساء الدول والحكومات الأفريقية إلى "تجاوز كل الانقسامات".
وأكد قائلا إن "المغرب يتجه اليوم، بكل عزم ووضوح، نحو العودة إلى كنف عائلته المؤسسية، ومواصلة تحمل مسؤولياته، بحماس أكبر وبكل الاقتناع، وهو يثق في حكمة الاتحاد الأفريقي، وقدرته على إعادة الأمور إلى نصابها، وتصحيح أخطاء الماضي".
وكشف العاهل المغربي في الرسالة ذاتها أن أصدقاء المغرب يطلبون منه، "منذ أمد بعيد، العودة إلى صفوفهم، حتى يسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرته المؤسسية". معتبرا أنه "حان الوقت لذلك".
وشدد على أنه "في إطار هذه العودة، يعتزم المغرب مواصلة التزامه بخدمة مصالح القارة الأفريقية، وتعزيز انخراطه في كل القضايا التي تهمها، كما يلتزم بالمساهمة وبشكل بنّاء في أجندة الاتحاد وأنشطته".
عربي 21