شهدت الوكالة الموريتانية للأنباء خلال الأشهر الأخيرة ، خطوات جديدة أعتبرها العاملون فيها و المتابعون لهذه المؤسسة الإعلامية الهامة توجهات نحو تغيير جذري على المستوى المالي والاداري مما سيكون له الأثر المباشر عليها وينعكس إيجابا على آدائها لرسالتها الإعلامية والاجتماعية النبيلة بوصفها المورد الرسمي الابرز للأخبار الوطنية والناشر الملتزم الأهم في البلاد٠ومن أبرز هذه التوجهات التغييرات الأخيرة التي طالت مرافق حيوية فيها كالإدارة المالية التي عشش فيهاالفساد وباض وفرخ وظلت طيلة عقد كامل بؤرة لإستنزاف موارد المؤسسة بعقد صفقات مشبوهة يعود ريعها بالأساس الى مبرميها وشركائهم من الموردين الذين يسعون الى الربح ولو على حساب هذا الصرح الإعلامي الذي أنيطت به مهمة المتاعب منذ تأسيسه في سبعينيات القرن الماضي٠والأهم في هذا التغيير ، برأيي المتواضع ، هو إستجابته لتوجهات السياسة العامة لقيادة البلاد وإهتمامها بالأطر الشابة والكفاءات وتجديد الطبقة السياسية والمهنية بإختيار الشخص المناسب في المكان المناسب والمعول عليه في الآداء والتطلعات المنتظرة من مؤسسة كالوكالة الموريتانية للأنباء ٠وهكذا صعدت خلال الأيام الماضية أوجه شابة تتمتع بالكفاءة والديناميكية بعد أن ظلت القطاعات التي أوكلت لهم إدارة مهامها حكرا على أسماء بعينها تتبادل الأدوار فيها بشكل مخجل ٠ومن الخطوات الجديدة في هذا الاتجاه تسريع إجراءات إعداد الرواتب وإمكانية الحصول عليها في الأسبوع الأخير من كل شهر في خطوة بإتجاه طريقة حصول الموظفين العموميين على مرتباتهم بعد أن ظلت سمة تأخرها طيلة أسبوعين أوثلاثة هي الطابع الأبرز مؤديا أحيانا لتوتر علاقات البعض مع مدينيهم كلما وصل التأخر لمرحلة تقتطع فيها المصارف دفعتين من رواتب المقترضين منها ٠وساهم التوجه الجديد لضبط الموارد ، والملزم على سبيل المثال للمستفيد من تعويضات بتقديم بطاقة هوية تحمل رقمه الوطني وتدل على إستلامه لمبلغ التعويض ، إنتعاش الجانب المالي للمؤسسة وحصول السيولة في حساباتها تكسيرا لقاعدة فراغها الدائم . وستساهم غربلة جدية في هذا لاتجاه في إعادة الاعتبار لهذا الصرح الإعلامي الذي ينتظر العاملون فيه من وقت لآخر إعادة هيكلة شاملة تقلص من النفقات الزائدة وتضع في الأولويات السبل الكفيلة بتعزيز الانتاج وترقية النشر والولوج الى المعلومة في الوقت المناسب وتقديم خدمة نوعية في ظروف عمل راقية تستجيب لتطلعات العاملين في مختلف قطاعات المؤسسة ٠
بقلم : الكاتب الصحفي أحمد طالب سيدن المعلوم