لندن ـ «القدس العربي»: كل شيء في موريتانيا بات مركزا على القمة العربية السابعة والعشرين التي تشد موريتانيا الأحزمة حاليا لاستضافتها بعد عشرة أيام.
أمس تجولت لجان التحضير في خيمة القمة التي اكتمل نصب أجنحتها وأطنابها في ساحة قصر المؤتمرات، لتستضيف جلسات الافتتاح والاختتام، والتي كلفت من دون تجهيزاتها مليوني دولار، انتقد المدونون صرفها في «عام الرمادة».
إجراءات أمنية يزداد تشديدها وضبطها يوما بعد يوم مع اقتراب موعد القمة. وتؤكد المصادر الأمنية أن المنطقة الشمالية الغربية من العاصمة نواكشوط حيث المطار وحيث إقامات الرؤساء وحيث قصر المؤتمرات، ستتحول بعد أيام قليلة لمنطقة شبه مغلقة بالكامل حتى مغادرة آخر وفد مشارك.
لم تتأكد حتى الآن قائمة الرؤساء والملوك العرب الذين سيحضرون بأنفسهم للقمة لأسباب أمنية، غير أن المصادر أكدت حضور أمير قطر الشيخ تميم، وحضور عمر البشير، وكذلك حضور عبد الفتاح السيسي الذي حظي أمس بهدنة من خصومه «إخوان» موريتانيا الذين أعلنوا أنهم لن يتظاهروا ضده ولن يزعجوه خلال حضوره في نواكشوط «حرصا منهم على نجاح القمة رغم كل شيء».
ومع أن موريتانيا جهزت إقامات راقية ومؤمنة للضيوف الكبار، ومع أن أثرياء البلد قد أخلوا قصورهم للضيافة، فقد أكدت مصادر في عدد من العواصم العربية «أن بعض القادة العرب الحريصين على أمنهم الشخصي في بلد تحيط به تهديدات كثيرة وتتستر فيه الخلايا النائمة لمنظمات الإرهاب، فضلوا الإقامة خلال يومي القمة 25 و26 تموز/يوليو الجاري، داخل سفاراتهم، بينما قرر البعض منهم ومن منطقة الخليج بخاصة، الإقامة في المغرب أو السنغال المجاورين والحضور إلى نواكشوط جوا لحظات الافتتاح والاختتام». أما الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز فقد أظهر باستضافته لقمة عزف المغرب عنها، أنه بحق رجل المغامرات، وهو يعوّل في نجاح هذه القمة على خاصية رافقته منذ أن وصل إلى السلطة، وهي خاصية الحظ المسنود بعشرات من المشائخ الذين سيقفون له، حسب أحد المطلعين، في محاريب الدعاء لتمر بسلام، قمة لم تكن لتتهيأ لها في الأحوال العادية أسباب النجاح.