منذ انتشار بعض الصور من داخل الخيمة التي ستنعقد بها جلسات "قمة الأمل" في باحة قصر المؤتمرات الدولي بنواكشوط , وبعض الأقلام المأجورة المعارضة كعادتها للوطن ومصالحه تحاول التقليل من شأنها , إلا أن هذه الخيمة التي تم تجهيزها بكل الوسائل اللوجستية أصبحت كفيلة بجمع قادة العرب شأنها في ذالك شأن كل القاعات التياحتضنت جلسات القمة العربية في مختلف دوراتها.
كما أن الظرفية التي استضافت فيها موريتانيا "قمة الأمل" كانت حرجة بالنسبة لبد لم يسبق له أن نظم مؤتمرا بهذا الحجم فكان من الطبيعي من الناحية التنظيمية أن تأخذ التحضيرات بعض الوقت من أجل بناء مقر أو قاعة لعقد القمة إلا أن إرادة الأمة الموريتانية و قائدها الشهم كانت أقوى ,فلم يتطلب الأمر إلا بعض الوقت حتى أصبحت بلاد شنقيط , أرض المنارة والرباط جاهزة لإستضافة قادة العرب استضافة تليق بمقامها ومكانتها دون الجوء إلى مقر الجامعة .
ولأن للخيمة في موريتانيا رمزية خاصة شكلت عبر العصور وطنا وحضنا للجميع ، يلجأ إليها الكل رغم التغيرات المناخية والظروف المتباينة والأزمات فتحميهم وتأويهم تستطيع خيمة نواكشوط أن تلعب ذات الدور بكل كبرياء وفخر ,وهي بذالك تعيد إلى أذهاننا علاقة المجتمعات العربية الأصيلة بالخيمة والحياة البدوية , حيث كانت هي حاضنة المجالس ورفيقة جلسات السمر في البر. وقد عُرفت الخيمة بـ “بيت الشّعر” الذي كان بيت البدو الذي يقيم فيه وعن علاقة البدو بحياة الصحراء بشكل عام والخيمة بشكل خاص حيث تقول ميسون الكلبية (شاعرة من قبيلة بني كلب)، التي تزوجت من معاوية بن أبي سفيان، والذي نقلها من الصحراء إلى دمشق، وسكنت في أحد قصور الخليفة حين كثر شوقها وحنينها إلى الصحراء والخيمة:
وِلبس عباءةً وتقر عيني أحبُ إلي من ِلبس الشفوفِ
وبيت تخفق الأرياح فيه أحبُ إلي من قصر منيفِ
وأكلُ ُكسيرة من ِكسربيتي أحبُ إلي من أكل الرغيف
هذا يعني أن استخدام موريتانيا البلد العربي المحافظ على ثراثه وثقافته للخيمة لإستضافة ضيوف العرب لا يقلل من مستوى تقدمنا ورقينا خصوصا بعد القفزة والنهضة العمرانية التي شهدتها البلاد منذ السنوات الأخيرة والنجاحات الدبلوماسية التي حققها الرئيس محمد ولد عبد العزيز والتي أوصلت صوت موريتانيا المبحوح منذ عدة عقود , وساهمت في حضورنا على المستوى الدولي والإقليمي حاملا بذالك آمال وطموحات مليون شاعر ومليون مضياف ومليون مواطن حر.
فهذه الظرفية تبعث فينا روح النشأة والوجود الموريتاني الذي بدأ تحت خيمة كبيرة إهتزت تحت تصفيق قادة العالم أنذاك وخطاب الرئيس المختار ولد داداه , وكأن موريتانيا تولد من جديد .
عبدالله ولد العتيق