هل تأتى العدالة متأخرة قليلا أم أنها تأتى متأخرة دوما أم لا تأتى أبدا بصيغ مغايرة يعيد الظلم نفسه بعذابات شاهقة وخيبات مباغتة عندما تخلف العدالة موعدها ينضج الحزن على مهل ويبقى الصبر هو الذى لم يستو بعد عندما نبتلى بانتظار عدالة القانون فأنت تعيش بحلم مهدد بالانكسار كل ثانية يعدك أحيانا بضخ الهواء فى رئتيك وعندما تبدأ فى التنفس تجد السراب هو الحقيقة الوحيدة معك وكأن الإنصاف قام بإضراب مفتوح معتذرا عن الإنصاف والخلاص بإعلان براءة عن ذنب لم ترتكبه ولكن ضجيج الأكاذيب طحنك داخل دائرة مظلمة ومهانة مميتة عندما تفاجأ بدخولك دوائر ظلم لا تنتهى إلا لتبدأ دورة جديدة ينطفئ فيها وهج الحقيقة وتبقيك فى نيران موقدة مستعرة كيف تثق فى العدل عندما تضعك الظروف فى موقع المتهم ويعطيك القانون الحق فى البراءة إلى أن تثبت الإدانة ولكن منفذى القانون لا يرونك إلا مدانا حتى إن ثبتت البراءة فكيف تثق فى العدل كل برىء فى محنة الظلم يجتاحه اليتم ويلتحف به ويصنع له ضريحا بداخله يشكو إليه قلة حيلته كما تشتكى النساء عند ضريح الأولياء وتستنجد ببركاتهم من مصائب الحياة من ابتلى بالظلم لا تجف دموعه ولا يراها أحد فالظلم علنا والبكاء سراً كل مظلوم فى محنة يستدرج إلى هاوية الحزن وتهزمه الأسئلة التى لا تهدأ ولا تنضب هل خذلنى العدل لماذا ضل عن طريقى ومتى يعلن انتصارى ومتى تنتهى رحلة الخذلان ومتى يتوقف الانكسار كل برىء نقى يحسن الظن بربه ويعلم أنه لن يخذله وإن طال الابتلاء ولكن متى يأتى النصر ومتى يتحرر من ظلمة غرفة مغلقة ومن ظلم متسع يتجاوز كل اتساع الدنيا عندما تتحول الحياة إلى غرفة مغلقة تستقبل كل يوم دفعة جديدة من الأبرياء وأخرى من الأشقياء يتساوون فيها حيث لا يفرق الظلم بين نقى وبغى فأيها العدل متى ستأتى......؟
طابت اوقاتكم
أعل الشيخ أبو مدين