إذا كان الهواء والماء ضروريين للانسان فان الحرية ثالثة الاثافي ذالك انه لا يمكن للمرء ان يعيش مطمئنا في مكان لا تتوفر له فيه الحرية الكاملة في حدود القانون فنحن نعلم ان الحرية تتوقف عندما يتم تجاوز هذا الحاجز الفاصل ...
ولكن كيف نفسر مضايقة الاشخاص في حرياتهم في الوقت الذين يحترمون فيه مبادئ القانون ولايتطاولون عليه بل وينصاعون له تقديرا لوطنهم ولمواطنيهم؟
أليس حريا بالدولة ان تقدر مثل هؤلاء الاشخاص وتمنحهم من الحرية مايسمح لهم بالعيش الكريم فوق وطن هم يحبونه وبين ذويهم الذين يعتبرون فراقهم أمر من العلقم؟
الأنهم يعبرون عن افكار لا تحب السلطة سماعها؟ أم لأنهم يؤيدون أصحاب المبادئ التحررية؟
بل لم تكتفى الدولة بهذا القدر ذالك انها تجاوزت بتاليب الاهل والمجتمع والقبيلة ضد كل م يحمل هذه الافكار التحررية
لتجعله بذالك عرضة لضغوط نفسية هائلة....
مهما تكن الاسباب التي تدفع السلطة لخنق الحريات ومهما تكن مرارة فراق الاهل والاوطان ومهما كان العيش في المهجر آخر ملاذ فاننا لم نجد بدا من ترك الاوطان والبحث عن مكان يمكننا فيه ان نجد حريتنا حتى يستعيد وطننا عافيته وترجع السلطات عن نهج خنق الحريات ومضايقة الافراد الذين لايسيرون في فلك الموالاة ولا المحاباة فالعاقل لا يرضى لنفسه العيش في هكذا ظروف لذالك قررنا الرحيل الى بلاد المهجر لنجد حرية اكثر ولنسمع صوتنا المحظور سماعه في وطننا... وللامانة كانت بلاد المهجر ارفق بنا من وطننا حيث استقبلتنا ايما استقبال وتركتنا نصدح بالحق دونما مضايقات او حواجز او تكميم افواه ...
ان سلطة وطننا بتكميمها للافواه الناقدة للاوضاع واطلاقها للافواه التي ترى الاوضاع بعين كليلة عن كل عيب انما تذر الرماد على العيون وتظهر الامور بمظاهر خداعة ناسية او متناسية ان الحقاءق لابد ان تظهر في لحظة من اللحظات وحينها يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ويصدق قول القائل:
اذا ما الجرح رم على فساد .... تبين فيه اهمال الطبيب
اننا نهيب بالسلطة ونامل منها ان تمنح الحريات وتعطي حرية التعبير بصفة حقيقية حتى يتسنى للمتحررين ان يبقو في وطنهم ليساهمو في بنائه والنهوض به فالوطن بحاجة الى جهود الجميع وهو فوق كل اعتبار فاختلاف السياسيين واتفاقهم لاينبغي ان يحرم الوطن من جهود ابنائه مهما كانت مشاربهم السياسية ومهما كان توقهم للحرية...
فالسياسة والتحرر مكفولان لكل فرد اذهما حق من الحقوق التي يجب ان تكون متاحة للجميع...
وعندما تلوح بوادر الحرية المنشودة في الافق فسيعود كل من ترك وطنه هربا من المضايقات والاستبداد الى وطنه ويبدأ حياة جديدة تنسيه ذالك الواقع المر الذي خبره واكتوى بناره فهل سيتحقق هذا الحلم؟
وهل ستصبح البلاد واحة للحرية وارفة الظلال يتفيأ ظلالها كل من يتوق الى الحرية والانعتاق؟
محمد الحضرامي