لم يتريث بعض الموريتانيين في الوهلة الأولى حينما سمعوا بقصة الذهب في الشمال فأندفع الجميع إلى آحميم والدواس بحثا عن الثراء السريع .
"م س" كان يملك منزلا متواضعا في أحد أحياء العاصمة دفعته القصص التي تم تداولها في الأيام الأولى عن ملحمة الشمال , باع "م س" إلى أن باع منزله المتواضع والذي تسكنه أسرته بملايين ثلاثة وأستأجر منها شقة بمبلغ خمسين ألف أوقية للشهر ودفع ثلاثة شهور ,وترك مبلغا زهيدا لأسرته ثم جهز نفسه بجهازه وسيارة وبعض الغذاء وأنطلق في رحلة البحث عن الثراء السريع والأحلام الوردية التي تشكلت في أذهان معظم شباب موريتانيا الذي يصارع البطالة والتهميش والتغييب .
رحلة "م س" كانت مؤساوية بكل إمتياز إذ عاد إلى أسرته وقد صدم بجدار الواقع حينما نزل إلى تلك الصحراء صعبة التضاريس والطبيعة ولم يستطع أن يحقق حلمه ولا أن يعوض خسارته حتى.
عاد إلى العاصمة ولامنزل يأويه وأسرته البسيطة ولاسقف يظله ولا أرضية يفترشها , فماذا سيحل به وبأسرته .
كان الله معهم.