بيان حزب الإتحاد بخصوص نكبة فلسطين حدث عادي بالنسبة لحزب سياسي يمثل نظاما قطع العلاقات مع الصهاينة ومسح سفارتهم بالجرافات في عز القيلولة.
حدث بسيط بالنسبة لمن يعرف رئيس حزب الإتحاد الأستاذ سيدي محمد ولد محم
. قبل ليلتين كنت في صالون يحضره الأستاذ سيدي محمد، وتطرف الحديث لموضوع فلسطين والواقع العربي، والأزمات التي بدأت تسحب البساط من تحت فلسطين كنكبة مركزية في الوطن العربي والعالم الإسلامي. تحدث الأستاذ سيدي محمد عن فلسطين كما لو كان أحد أبناء مخيمات الشتات الفلسطيني.
تحدث عن نكبة 48 وعن تخاذل الأنظمة العربية وقتها ما أسس لفرض الواقع القائم . تحدث عن بدايات النضال الفلسطيني، وعن فتح العاصفة وفتح الثورة، وكيف نجح الفلسطيني في بناء أنبل ظاهرة مقاومة في التاريخ..تحدث بإسهاب ومعرفة، عن قادة هذا النضال تحدث عن خليل الوزير أبو جهاد، وعن هايل عبد الحميد أبو الهول، وتحدث عن أبو علي إياد، وعن ياسر عرفات ابو عمار، وعن عملية"فردان"والشهداء الثلاثة كمال عدوان وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار... تحدث كيف أن كل جيل يسلم الراية لجيل آخر
. أستحضر حماس والقادة صلاح عياش، واحمد ياسين والرنتيسي ... تحدث عن دورها في إستعادة زمام المبادرة لفعل المقاومة الذي ثلجته مفاوضات السلام، ووضعته في ثلاجات وزارات الخارجية، تحدث كيف أن السياسة ظلمت حماس وأقصتها .
عرج على المقاومة الثقافية للشعب الفلسطيني فتحدث عن غسان كنفاني وأرض البرتقال الحزين، وعن ناجي العلي وحنظلة المسافر في الجرح العربي من الشريان للشريان، تحدث عن درويش وكيف حول القصيدة لرصاصة وكيف جعل الكلمة تبقى حية للأبد .
مؤكدا في كل حديثه أن الموقف من فلسطين لاينبغي أن يكون مجرد موقف سياسي للمزايدة وقابل للتأثر بالمناخ السياسي .. الموقف من فلسطين موقف عقدي وموقف وجودي من صراع قائم ومستمر وسيستمر إلى أن تعود الحقوق لأصحابها .
على هذا الأساس لم يشكل بيان حزب الإتحاد بالنسبة لي مفاجئة وكنت أنتظره لمعرفتي برئيس الحزب وبتاريخه النضالي مع قضية الشعب العربي في فلسطين، أيام كان طالبا وفاعلا في الحركة الطلابية، ومحاميا وعضوا في نقابة المحامين العرب، ونائبا برلمانيا يطالب من تحت قبة البرلمان بالوقوف مع هذه القضية، ومهندسا لنظام سياسي قطع العلاقة مع الصهاينة ومسح سفارتهم بالجرافات .
أحمد ولد علي