كثر الحديث في الأيام الماضية عن إنجازات المدير السابق لإذاعة موريتانيا السيد محمد الشيخ ولد سيدي محمد وسال حبر كثير حول هذا الموضوع
شهد له البعض بالتواضع وحسن الأخلاق والصدق في القول والفعل، وشهد له آخرون بتطوير الإذاعة وجعلها ورشة مفتوحة طيلة أيام الأسبوع بل طيلة ساعات اليوم ودقائقه، وشهد آخرون له بخدمة المشروع الإسلامي والعمل على إيصال الوسطية لكل الشعوب المسلمة وخدمة كتاب الله عن طريق المصاحف المسجلة -والتي تبث آناء الليل وأطراف النهار على إذاعة القرءان الكريم وقناة المحظرة- والمسابقة الكبرى لحفظ وتلاوة القرءان الكريم .....
ثم سلك آخرون طريقا في الشهادة مغايرا لما سلف -سامحهم الله- ربما تكون لهم فيه مآرب أخرى، ولكن ما لم يقله هؤلاء وأولائك أن المدير العام السابق لإذاعة موريتانيا محمد الشيخ ولد سيدي محمد كان يحرص كل الحرص على تعليم الناس البسطاء في الجمهورية الإسلامية أمور دينهم وذلك من خلال بث محاضرات الداعية محمد ولد سيدي يحي -ولأول مرة في تاريخ موريتانيا- عبر أثير شبكة إذاعة موريتانيا وهواء قناة المحظرة، كان الرجل يكن احتراما خاصا للمشائخ والقراء الذين كان يخاطبهم دائما في كلمات خالدة "مشائخنا الكرام يا دوحة الخير..."، كان ولد سيدي محمد تربطه علاقات مميزة مع جميع العمال من مشائخ وقرَّاء وصحافة ومهندسين وبدا ذلك جليا عند انتشار خبر إقالته فذرف الرجال والنساء على حد سواء دموعا غزيرة وتحولت الإذاعة يومها إلى مبنى للبكاء ولكن على طريق الصدق في العاطفة والعرفان بالجميل الذي يحض الدين الإسلامي عليه.
في الأيام الموالية ذرفت الأقلام هي الأخرى دموعها أسفا على فراق رجل رأى الجميع فيه المصلح والمطور الذي رفع من قيمة الإذاعة شكلا ومضمونًا، هذا بالإضافة أنه قرب الإدارة من الجميع وفتح باب مكتبه لجميع العمال يدخلون متى أرادو لطرح مشاكلهم واقتراحاتهم.
ما لم يقل أيضا عن محمد الشيخ ولد سيدي محمد أنه مثل موريتانيا أحسن تمثيل في العالمين العربي والإسلامي من خلال مداخلاته الرائعة في أكثر من مؤتمر دولي إسلامي شارك فيه ممثلا لإذاعة موريتانيا ومن خلالها للجمهورية الإسلامية الموريتانية واستطاع من خلال هذه المداخلات إقناع عدد كبير من المؤسسات الإعلامية الكبيرة بعقد اتفاقيات تعاون مع إذاعة موريتانيا، كما استطاع إقناع ممثلى إذاعات القرءان الكريم في العالم الإسلامي بعقد مؤتمرهم الثاني في انواكشوط بعد عقد الأول في المدينة المنورة فكان المؤتمر الأول لمسؤولي إذاعات القرءان الكريم في مهبط الوحي مدينة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وكان مؤتمرهم الثاني في مكان حفظ الوحي شنقيط بلاد حفظة كتاب الله، وما كان هذا ليحدث لولا أن ولد سيدي محمد استطاع أن يقنع القائمين على هذا المؤتمر بعقد مؤتمرهم في انواكشوط بعد المدينة المنورة مباشرة ولذالك عدة دلالات يعيها كل لبيب.
هذا قليل من كثير لم يقل عن ولد سيدي محمد أردت سرده هنا عرفانا بالجميل لرجل عرفته منذ نشأة قناة المحظرة محافظا على خدمة مؤسسته الإعلامية بكل ما أوتي من قوة، كان حين يرهقانالعمل ويرى التعب باديا على وجوهنا يقول: "لاتفتكم الفرصة حضرو النية فهذه أعمال خير لا نريد بها إلا وجه الله" وكان أثناء العمل وغيره يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا و "لا تزال أمتى بخير ما دام كبيرها يرحم صغيرها وصغيرها يوقر كبيرها.
الشيخان سيدي