الخلاف (معي) لا يفسد للود قضية
ما كنت أرغب فى تحويل مقالي حول خطاب الرئيس فى مدينة النعمة إلى جدل حول مَخارج الحروف، لمجرد ذكري أن الرئيس أبدل حرفا بآخر، فالموضوع – من منظوري- أشمل من حصة لتعليم الكبار.
لكن يبدو أن البعض قد حاد بالموضوع عن مقاصده.
هل فى ما كتبتُه بالأمس تشكيك فى عروبة الرئيس الموريتاني؟ ومتى كنت ممن يشغل وقته بالحديث عن قبائل الناس؟
وإذا كان حاتم الطائي يُبدل الصاد بالزاء فهو معذور لأن الصاد والزاء والسين حروف (أسلية) تخرج من طرف اللسان مع ما فوق الثنايا السفلى، أي أنها تخرج من أسَلَة اللسان.
لكن حاتما الطائي – يا مساعد المدير- لم يُبدل الضاد دالاً، لأن الضاد تخرج من إحدى حافتيْ اللسان مع ما يحاذيه من الأضراس العليا، بينما الدال من الحروف (النطعية) التي تخرج من نطع الفم، أي من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا.
وعندنا – يا مساعد المدير- فى لهجتنا الحسانية وصف مؤصَّلُ للذي يخلط فى اللفظ مخارج الصاد والسين والزاء، حيث ننعته بأنه " يسلق" بقافٍ تُلفَظُ كالجيم المصرية، وربما فى هذا إحالة إلى تشابه أصوات حروفه مع من يصدر صفيرا لجراء سلوقية حتى تلاحق فريسة صعبة المنال.
إنني أعذرك- يا مساعد المدير- فأنت على مذهب حاتم الطائي الذي يحصر مخارج الحروف فى أربعة عشر، وأنا على مذهب الخليل بن أحمد وبن الجزري (17 مخرجا)، أي أن بيني وبينك مذهبا ثالثا هو مذهب سيبويه والشاطبي (16 مخرجا).
أنت تدافع عن قناعتك بأربعة عشر مخرجا، وأنا أدافع عن قناعتي بسبعة عشر، لكن خلافك (معي) لا يفسد لودنا قضية، وما كان أسلافي وأسلافك ممن يعبدون على حرف.