بعد الحميات (حمت الفقر ،حمت الجهل ،حمت الفساد،حمت الانماط المتعاييشة من الدولة،حمت الهوية،حمت النخبوية ،حمت الدستور،حمت انواكشوط،حمت عرفات،حمت ابريمير،حمى الضنك،.......الخ) التي ضربت ولازال بعضها يضرب دون رحمة في أعماق البلاد طولا وعرضا تظهر حمى التنقيب عن الذهب وتدخل على الخط الاوبئة قاطعة هدوء المرحلة وجحيمية الواقع، انه زمن الثراء السريع كمايسيه رجل الشارع الذي بدى متعطشا هو الآخر للارتماء في الحضن الاسطوري اكثر من تسليط مجاهيره على عمق الواقع في مشهد غابت فيه الحقائق أو غيبت الانظار واكتسحت فكرة النزوح نحو الذهب جل اهتمامات الرأي العام وصبحت حديث الساعة واليوم والليلة في البيت والتكسي ووسائل التواصل الاجتماعي (ماريتون ش عن الذهب وينه اخبار ذالمخلوق انتوم ما امشيت شور الذهب )يقطع هذ الجدل توجس مخيف ماذا لو كانت قضية الذهب مجرد إشاعات فارغة ،يقطع المواطن البسيط حبل تلك التوجسات ويحضر قارورة احلامه وآماله وهو يولح من على شفير الفقر يودع زمن معاناته وعزه حتى عن تذكرة الماما الشعبية (البيس)،
آلاف من الشباب والشيب هجر النوم هجفونهم وضاجعت احلامهم كنوز الصحراء كل على طريقته الخاصة وان تعددت الوسائل وتنوعت الامكانيات الا ان الهدف واحد هو القاء القبض على دجال الصحراء (الذهب)وتشييع جثمان الفقر ،
وعلى الجانب الايمن من اللعبة تظهر الدولة في زي الجلاد المتنكر على الضحية والمجيد للعب الادواروهو يردي قفاز كرنفالية التشريع وقميص أم فاضت مآقيها وكادت دموع قلبها المكلوم على فراق فلذتها ان تتحول الى اعصار فيه نار لكنها ادراما التناقض والانفصام بين الخطاب والسلوك ،واي تشريع،انها سياسة الامتصاص عبر أنابيب الظلم تحت مظلة القانون وزعم محاربة الفساد محاربة غريبة في الشكل والمضون ليست اكثر من تكريس لعماد الدولة القبلية القائمة على ان اللون والعرق والقبيلة والطينة الاجتماعية .......الخ شروط كافية للدهس على قداسة القانون وجناب الدستور لحاجة في نفس الجيوب ، تشريعات هناك وجمركة هنا وأجل مسما هنالك وتشعب ترخيصي فضفاض ،وجند ماهنالك من المنقبين
تسقط الضحية وسط أرض الملعب ترتل بحزن أنشودة المستجير من الرمضاء بالنار على خشبة بدت موحشة اكثر من درك الجحيم ويسترسل الضحية في غسل أحلامه بدموع معاناته مع وطن عجز عن ادارة ثرواته الاقتصادية الهائلة يقول الضحية ،وهو يسانف ويبيع اهله وماله من اجل رحلة لاتزال نتائجها غير محسومة
المآل شراء جهاز قد يكون مزيفا الاخر واستئجار رباعية دفع وشراء بنزين وتجهيز مؤن باهضة الثمن كلها مغامرات جنونية من وحي واقع استعار ملامحه الخارجية وصممها من الجحيم الحياة اليومية
وبين هذ التضييق الممنهج من طرف الدولة والعوائق التي تفرضها طبيعة صحراء انشيري القاسية يبقى لقاح حمى الذهب مربوط داخل قارورة الحظوظ.
من صفحة محمد أحمدو (ابن خلدون) على الفيس بوك