أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم...
"إن تقدم الدول أصبح يقاس اليوم بمدى التزامها بالقانون الدولي، وفي هذا الإطار انضمت بلادنا إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بترقية حقوق الإنسان وضمان استقلالية القضاء متحفظة بشكل واضح وصريح على كل ما يخالف أحكام الشريعة الإسلامية." من خطاب فخامة رئيس الجمهورية في افتتاح السنة القضائية الجديدة.
مر على الخطاب أكثر من يومين ولم نقرأ كلمة إشادة واحدة بهذا الموقف الشجاع الذي ينافح عن شرع الله ويمسّك بالهوية، من أصحاب "الخلفية الإسلامية" الذين يتهمون الدولة بمحاربة القرآن لأنها أرادت القيام بدورها في التنظيم والمراقبة.
ولو وردت الجملة "متحفظة بشكل واضح وصريح على كل ما يخالف أحكام الشريعة الإسلامية." على لسان محازب للقوم لاشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بمدونيها المعروفين، وحساباتها المستعارة مشيدة بالشجاعة والإيمان العميق... ولكان "للإصلاح كلمة" الله أعلم بما يراد بها، ولخصصت حلقة في الصميم "لهذا الحدث المزلزل للطغاة..." أما وقد وردت الجملة في خطاب فخامة رئيس الجمهورية، فقد جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم. ولو كانت "خلفيتهم الإسلامية" خالصة لوجه الله لفرحوا بكل نصر للإسلام وشريعته، ونصروا من ينصره، كائنا من كان... لكنهم، في الغالب من أمورهم، يتأسون بالذين "...يَقُوْلُوْنَ إِنْ أُوْتِيْتُمْ هَذَا فَخُذُوْهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوْا وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوْبَهُم" ...
المستشار اسحاق الكنتي