منذ أن استلم المجلس البلدي الجديد مهامه بعد الانتخابات البلدية الأخيرة بدأ أداء البلدية وطاقمها يتراجع تدريجيا وفي كل الجوانب.
فمنذ ذالك التاريخ إلي اليوم لم يلاحظ سكان بلدية بتلميت انجاز يذكر فيشكر قامت به البلدية لمصلحتهم بل على العكس فمدينة بتلميت التاريخية والثقافية والعلمية صارت مكبا للنفايات دون استحياء ، فالشارع الرئيسي والطرقات الرئيسية والأسواق كلها أضحت أماكن لتجميع النفايات والقمامات وسط غياب كامل للبلدية والسبب واضح للعيان ، هو أن عمال البلدية المخصصين لجمع النفايات ونقلها خارج المدينة يعانون أكبر معاناة ، فهم منذ أكثر من 6 أشهر لم تدفع لهم رواتبهم ما جعلهم يضربون عن العمل إلى اليوم مطالبين بحقوقهم و رواتبهم لكنهم لم يجدوا من يهتم بهم ولا بمطالبهم ، فمباني البلدية خاوية علي عروشها إلا من حارس لا حول له ولا قوة وثلاث نسوة يشربن كؤوس الشاي على الخبز ( امبور لحطب ) ويتبادلن الحديث وكأنهن في بيوتهن .
تخلت البلدية عن مهامها وبدأت تنهار وتقف عاجزة عن تقديم الخدمات لساكنة المدينة ، مما جعل سكان المدينة من تجار وشباب وأهالي ينظمون حملة دامت أسبوعا للتخفيف ولو قليلا من حدة المعاناة خاصة في الجانب النظافي . فالبلدية بعد ما كانت تملك عدة شاحنات لتجميع وحمل الأوساخ عن المدينة أصبحت اليوم لا تملك سوي سيارة واحدة من نوع " تويوتا " كانت هبة من المجلس البلدي السابق لنقل الموتى إلي مقبرة المدينة .
إن هذا الانهيار والضعف والعجز والغياب التام لبلدية بتلميت ترجم باستقالة أحد أبرز مستشاريها منذ أشهر كان سببه المباشر تكدس النفايات والأوساخ في كل شبر من المدينة ، أما السبب الآخر فهو عدم حصول عمال النظافة علي أجورهم منذ أشهر ، حسب ما جاء على لسان المستشار المستقيل . لا علاقة اليوم تربط البلدية بسكان المدينة ، ولا دور للبلدية تقوم به في هذه المدينة فهي غائبة ثقافيا واجتماعيا إلا إذا زار أحد أعضاء الحكومة المدينة فيقف أحد أعضاء المجلس البلدي ويلقي كلمة ترحيبية بالوفد الزائر خالية من أي معنى ومضمون ، فالعمدة الأول للبلدية سبق له منذ أشهر أن سلم مهامه لمساعده الأول .
ويستمر عجز وانهيار البلدية بعدما تلقت أكبر عملية سرقة من ميزانيتها تمثلت في مبالغ مالية ضخمة قدرت بأكثر من 40 مليون من الأوقية كانت مخصصة لبعض المشاريع التنموية في ضواحي المدينة تركت الكثير من الإستفهامات وعدم الثقة من سكان المدينة اتجاه بلديتهم إلي اليوم وأدخلت البلدية وتاريخها الحافل بالعمل الثقافي والإنجازات والعمل الجاد في السنوات الماضية في ظلام دامس وعجز كامل ، وكأنهم لا يدركون أنهم انتخبوا لأجل المواطن وخدمته لا من أجل التجوال خارج المدينة والاهتمام بعمل آخر كما هو الحال .
فنحن تعودنا من المجالس البلدية السابقة على مشاريع وانجازات وأعمال ثقافية وتنموية أعطت صورة واهتماما كبيرين للمدينة ، أما اليوم فالبلدية والمدينة بصفة عامة تعيش أصعب فتراتها . فإن جلست تتبادل الحديث مع أحد أبناء المدينة أول ما يقوله لك { نحن لا بلدية ولا عمدة لنا } .
فوضي عارمة ونقص في الأداء والمعدات وغياب وعجز وانهيار وعدم تحمل للمسؤولية أمور من بين أخري تمر بها بلدية بتلميت هذه الأيام .
فــإلـى متــى ؟
عبـد الله ولـد عـلــي