كثير من المنتسبين لهذه الفرقة يقومون على ظلم عباد الله ويتعنتون في محاققتهم بل وربما افتروا عليهم مخالفات ما أنزل الله بها من سلطان وذا راجع عندي لأربعة أسباب رئيسية الأول منها هو ما يتقاضونه من علاوات جزاء ما يحتجزونه من سيارات وما يحررونه من مخالفات - بغض النظر عن شرعية جبْي أموال الناس وإنْ على سبيل التعزير من الحاكم أو الرئيس وفيه خلاف معروف ليس المحل محل بسطه
- وثاني الأسباب وهو من الأهمية بمكان وهو كون غالبية القائمين على الطرق من الأجناد من الطبقات الدنيا من المجتمع فأكثرهم منحدر من عوائل ذات دخل محدود
- مع ملاحظة الفساد المنتشر سابقا وحاضرا وإن اختلفت بَراقع أصحابه وحِيلهم وأزياؤهم وذواتهم - ومعظمهم من غير حملة الشهادات العليا بل لعل أكثرهم لا يحمل شهادة الباكلوريا - فأورثهم ذلك حقدا على من علاهم في المنزلة وفرَعهم وحسدا له -
ولعل من تبريراتهم لذلك تحديثهم نفوسهم بكونهم مظلموين مهضومي الحقوق سابقا هم وآباؤهم وأهلهم فكأنهم يقومون بعملية استرجاع للحقوق المنتزعة سابقا ولعلهم يُعزون أنفسهم بمثل هذه التنظيرات - كما هو مشاهد فلا يكادون يظفرون بمَوْلج لإعنات فرد من أفراد المجتمع إلا وانتهجوه ولو حداهم ذلك للاستواء على مطية الظلم وثالث الأسباب هو قهرهم واعتسافهم من قبل ضباطهم الأدْنَين فحسبوها سنة متّبعة والرعية على قلب الأمير فكأنهم يرون الشدة أقوَم طريق وأنهج سبيل بل لعلهم يُعزون نفوسهم ويخدعونها بالاقتصاص لها من أفراد الشعب وقد علموا ألا ناقة له ولا جمل في اضطهادهم ولكن من لم يحجمه ورع ولا وزعه دين فهكذا تكون عاقبة أمره ظُلمٌ ووضعٌ للأمور في غير مواضعها وتجريم للبريء واقتصاص من غير الظالم .
ورابع الأسباب هو غياب التوعية بعد غياب المستوى العلمي الذي يُمَكّن صاحبه من درْك دوره في المجتمع ومسؤوليته وأن جميع أفراد الشعب إنما هم إخوانه لا أعداؤه .
ولعل مِن أنجع الحلول القيام بدورات مكثفة لأفراد هذه الفرقة وإشعارهم بدورهم وعلاقتهم بالشعب وأن الشدة إنما تكون على الكفار لا المسلمين ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم... ) الآية وتنبيهم لكون المقصد من تجنيدهم تسخيرهم لصالح المجتمع والرُّقي به لأعلى الدرجات ولعل من المناسب الإيعاز إليهم بفقه الأولوليات وأن البطاقة الحمراء و الكي هما آخر الدواء خصوصا وأن مجتمعنا ما زال يتجرع مرارة التأخر ويشرق بماء الحضارة ويغص بقوانينها فالرفقَ الرفقَ والمُداراة المُدارة حتى لا تنكسر القوارير وتُرد معالم الرُّقي جملة وقد عُلم التدرج في التشريع السماوي مع مسيس الحاجة إليه لضبط الناس وصالِحهم في أُولاهم وأخراهم فكيف بقوانين رِيم بهاالنزول بإزاء قباب الغرب وحضارته و ما نزل القرآن منجما إلا ليعِي الناس الأحكام كاملة ويسهل عليهم تدبر الآي ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) وقالت عائشة رضي الله عنها عن القرآن (إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّل مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ، فِيهَا ذِكْرُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الإِسْلاَمِ نَزَلَ الحَلاَلُ وَالحَرَامُ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّل شَيْءٍ: لاَ تَشْرَبُوا الخَمْرَ، لَقَالُوا: لاَ نَدَعُ الخَمْرَ أَبَدًا، وَلَوْ نَزَلَ: لاَ تَزْنُوا، لَقَالُوا: لاَ نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا، لَقَدْ نَزَلَ بِمَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46] وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ "،) وختاما هذه هي أهم الأسباب لشدة (مسقارو) وقد يجوز أن يكون قد بَقي عليّ منها وربما استطعنا البسط في عللها وأدويتها إلا أن المقام لا يحتمل ذلك مع طغيان الفتور علي ساعتي هذه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بقلم: موسى ولد عبد الفتاح