شكلت ظاهرة المقاهي العربية في نواكشوط وافدا جديدا على المجتمع الموريتاني الذي عاش وتربى تحت الخيمة في صحراء ممتدة ومترامية الأطراف إلا أن إنعدام المنشآت الترفيهية كالمنتجعات والحدائق زاد من رواجها وجعلها ثقافة عند البعض في أسرع وقت.
وجد الشباب الموريتاني هذه المقاهي بديلا عن المنازل وأجوائها المفعمة بالرتابة والروتينية حيث أصبحت قبلة للشباب المثقفين والطامحين إلى تغيير واقع البلد فوجدوها فضاءا حرا للنقاش والحوار والتنسيق والتخطيط أحيانا وصارالجلوس بها بديلا عن جلسات الشاي بالمنازل.
تيارات ومنتديات شبابية متعددة الرؤى والأفكار و طاولات مستديرة لمناقشة المستجدات الوطنية والإقليمية والدولية حتى جعلت منها فسحة لمعالجة المشاكل الإجتماعية والتحديات المطروحة ثقافيا إلى جانب نقاش العادات والتقاليد الموريتانية.
وقد شكلت ظاهرة المقاهي في ظل الإنتشار الواسع للتقنيات الجديدة ووسائل التواصل الإجتماعي فضاءا للتعارف وبناء الصداقات كما يمكن القول بأنها قضت على ظاهرة كانت منتشرة في المجتمع الموريتاني وهي إستقبال الأشخاص داخل البيوت فصارت مكانا لضرب المواعيد والحديث والجلوس لوقت لاحدود له.
وبين هذا كله يبدي الكثير من الشباب من رواد هذه المقاهي والتي أصبحت ظاهرة منتشرة بشكل واسع خلال السنوات الاخيرة بشكل ملحوظ إستنكارهم وامتعاضهم من بعض المظاهر التي صارت تسيطر على هذه المقاهي حيث يتردد عليها في الايام الأخيرة العديد من المخنثين وبائعات الهوى من مختلف الجنسيات الموريتانية والإفريقية والذين يشكل تواجدهم في هذه الفضاءات عيبا وعارا حتى على روادها الذين اصبحوا في تناقص وصاروا يفضلون الجلوس والسهر على مشارف المدينة "الصكوك" و"الصحراوي".
الكثير من رواد هذه المقاهي أبلغوا القائمين عليها من إستيائهم من تردد مثل هؤلاء المخنثين والفتيات الذين يخالفون بمظاهرهم السافرة أعراف وآداب المجتمع الموريتاني المحافظ .
موقع الحرة