بعد ساعة من الطيران أخبرنا قائد الطائرة أننا سنعود إلى نواكشوط لأن أحد المسافرين في حالة مرضية صعبة، فساد جو من الارتباك خليط من الشفقة والخوف وعدم الرضى.
حاجة الكثير من الحالات المرضية للرفع للخارج وعقود الصندوق الوطني للضمان الصحي "كنام" وشركة سنيم وبعض الشركات الأجنبية العاملة في موريتانيا مع المستشفيات التونسية، جعل التونسيين يطلقون على هذه الرحلة "طائرة الإسعاف" كما أخبر أحد المسافرين، وفعلا كان الكثير من ركاب رحلتنا ذاهبون للعلاج.
تضطر الطائرة في بعض المرات للعودة بعد وقت طويل من الطيران لأن أحد المرضى لم يكن في حالة تمكنه من السفر أو بسبب حالة طارئة، مما يشكل خطرا على حياة المريض وكذلك تكلفة مالية باهظة للخطوط وتأثيرا على برامج المسافرين الذين يكون منهم عادة وزراء ومسؤولون سامون.
من المهم إذا التفكير في معالجة الأمر من خلال وجود نقطة صحية في المطار في أوقات الرحلات تتوفر على طبيب لفحص الحالات الخاصة للتأكد من قدرتها على السفر و/أو وجود ممرض على متن الطائرة مع حيازته على معدات الإسعافات الأولية.
يمكن لوزارة الصحة القيام بذلك كما يمكن أن توفره "كنام" أو جمعية الرحمة أو غيرها من الجمعيات الوطنية، كذلك يمكن للخطوط الموريتانية تنفيذ الفكرة وسيكون ذلك - بالإضافة للقيمة الإنسانية - تحفيزا للسفر معها بدل الطيران الدولي.
عبد الفتاح ولد حبيب