مرحبا أحمد أشكرك مرة أخرى على كرم الضيافة التي كنت قد عرضت علي على الرغم من الحزن الذي تمر به.
انتهيت لتوي فقط من إعداد تقرير تدريبي العملي, لأنه كان يصعب علي التركيز و العمل كلما تذكرت أو فكرت بالمرحوم أحمدو ولد عبد العزيز خصوصا مع اقتراب عيد ميلاده الذي يأتي شهر واحد فقط بعد هذا الحادث المأساوي. رحيله المفاجأ أثر كثيرا في قلبي و روحي و جسدي لأنني بفضله ما زلت في المدرسة الوطنية للإدارة في باريس ENA. لست ممنوحا من الحكومة الفرنسية و لا من حكومة بلدي كما هو حال كل الطلاب الأخرين. الحال صعيبا جدا هنا و لكنه كان دائما ينصحني و يشجعني و يأخذ أخباري كل يوم. كان يوصلني كل نهاية اسبوع إلى خالتي في باريس لآخذ من عندها ما أحتاج من طعام. إذا في مدينة سترازبورغ التي أقطنها لم يكن علي إلا دفع إيجار شقتي. بين كل زملائي كان هو الوحيد الذي يهتم بوضعي. كان دائما يريد مساعدتي ماليا لاكنني كنت أرفض لكي لا أثقل عليه لأنه يساعدني أصلا في إيصالي كل نهاية أسبوع إلى خالتي في باريس. قبلت مساعتده المالية لأول مرة في شهر نوفمبر الماضي, و هاذا لأنه لم يكن عندي ما أدفع به مصاريف التسجيل في "الماجستير" الذي نعد له بالتوازي مع دراستنا في المدرسة الوطنية للإدارة ENA.
لهذه الأسباب ولأسباب أخرى كثيرة قررت أن أخصص له و أهديده تقرير تدريبي العملي هاذا.
شكرا جزيلا مرة أخرى على كل شيء و تحياتي الخالصة لأم صديقي و أخي.
كل مودتي.